دبي: «الخليج»
أشار أحدث تقرير صادر عن وكالة «موديز» إلى أن دولة الإمارات تستمر في تعزيز مكانتها في سوق الصكوك العالمية لعام 2024، حيث سجلت زيادة كبيرة في إصدارات الصكوك، بفضل الطلب المتزايد والاهتمام المتصاعد بالاستثمارات المستدامة. ووفقاً للتقرير الصادر في سبتمبر 2024، من المتوقع أن يتجاوز حجم إصدار الصكوك العالمي هذا العام مستويات عام 2023، ليصل إلى ما بين 200 و210 مليارات دولار، مدعوماً بالإصدارات الحكومية القوية في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الإمارات.
وخلال النصف الأول من عام 2024، تضاعفت إصدارات الصكوك في الإمارات لتصل إلى 8.6 مليار دولار، بزيادة كبيرة مقارنة بالعام السابق. وأسهمت هذه الإصدارات في دعم المشاريع الوطنية، خاصة في قطاعات البنية التحتية والاستدامة. كما لعبت السياسات الحكومية المواتية دوراً رئيسياً في تعزيز هذا النمو، حيث تسعى الإمارات لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط من خلال إصدار صكوك مستدامة.
الصكوك الخضراء
وشهدت الصكوك الخضراء في الإمارات نمواً ملحوظاً في 2024، حيث بلغ إجمالي إصدارات الصكوك الخضراء والاجتماعية 6 مليارات دولار في النصف الأول من العام. وقد شاركت الكثير من المؤسسات المالية والشركات الإماراتية في هذا التحول نحو الاستدامة، بما في ذلك بنك دبي الإسلامي الذي أصدر صكوكاً مستدامة بقيمة مليار دولار، وبنك الإمارات الإسلامي الذي أصدر صكوكاً بقيمة 750 مليون دولار. ويشير التقرير إلى أن هذا التوجه نحو الصكوك الخضراء سيستمر في النمو مع زيادة الطلب من المستثمرين الدوليين والمحليين.
ولم يقتصر إصدار الصكوك على الحكومة الإماراتية فحسب، بل شمل أيضاً المؤسسات المالية والشركات. فعلى سبيل المثال، أصدرت شركة «مبادلة للاستثمار» صكوكاً بقيمة مليار دولار في يونيو 2024. بالإضافة إلى ذلك، شهد النصف الأول من العام زيادة في إصدارات الشركات الإماراتية التي تركز على تنويع مصادر تمويلها، مع التركيز على جذب مستثمرين جدد.
النصف الثاني
وتوقعت موديز أن تستمر سوق الصكوك في الإمارات ودول الخليج بشكل عام في النمو خلال النصف الثاني من 2024، رغم توقعات بتباطؤ طفيف في وتيرة الإصدارات بعد النشاط الكبير في النصف الأول. ومع ذلك، يتوقع أن يستمر السوق في جذب المستثمرين بفضل المشاريع المستدامة وتطورات سوق الدين المحلي. كما أن التوجه نحو الصكوك الخضراء والاجتماعية يعزز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في السوق العالمية للصكوك.
وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، قادت السعودية سوق الصكوك بإجمالي إصدارات بلغ 37% من إجمالي الإصدارات في النصف الأول من 2024، بينما شكلت إصدارات ماليزيا نحو 30%. كما شهدت قطر زيادة بنسبة 258% في إصدارات الصكوك لتصل إلى 4.57 مليار دولار.
تراجع الإصدارات عالمياً
وقال عبد الله خليفة الحمّادي، نائب الرئيس ومحلل لدى «موديز»: «إن حجم الإصدارات سيتراجع في النصف الثاني من العام إلى ما بين 80 و90 مليار دولار، ولكنه سيبقى قوياً في دول مجلس التعاون الخليجي (GCC)، مع مواصلة حكومات المنطقة اتّباع استراتيجيات لتنويع اقتصادها خارج النفط. وسيكون إصدار الشركات والمؤسسات المالية مدعوماً بالشركات التي عادت إلى السوق بعد تأجيل الإصدار، وتلك الشركات التي تسعى إلى تنويع مصادر التمويل والمستثمرين أو التي تسعى إلى إصدار صكوك مستدامة».
وأضاف الحمّادي: «ونرى إمكانية تحقيق نمو قوي في السنوات المقبلة، مدعوم بزيادة الطلب على أدوات الصكوك. وستستمر مجموعة المستثمرين في النمو بفضل زيادة رواج المنتجات الإسلامية خارج الأسواق الإسلامية الأساسية، وزيادة الطلب على الصكوك الخضراء والمستدامة، بالإضافة إلى زيادة تطوّر وتنوع الأدوات الإسلامية».