دبي: حازم حلمي
يعتبر الحصول على تأشيرة «شنغن» للسفر إلى أي من الدول الأعضاء الـ 29 في منطقة «شنغن»، هو الجزء الأصعب من الرحلة إلى أوروبا، ولكن الحصول على التأشيرة، لا يعني الانتهاء من كل شيء.
من القواعد المتبعة، أنه عند الوصول إلى أي من تلك الدول من دولة ثالثة، يُطرح على بعض المسافرين في نقاط تفتيش جوازات السفر بعض الأسئلة المتعلقة برحلتهم. وفي بعض الأحيان، لا تُطرح أية أسئلة على الإطلاق، وفي أحيان أخرى، تكون تلك الأسئلة كثيرة للغاية، بحيث لا يكون المسافرون مستعدين دائماً للإجابة عليها، وفقاً لتقرير أعده موقع «شنغن نيوز».
لا يعد حاملو التأشيرة هم الوحيدين الذين قد يتم طرح تلك الأسئلة عليهم، حيث قد يتم طرحها على أولئك الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي بتصريح إقامة، ويعودون إلى المنطقة بلا حدود من الخارج، بالإضافة إلى المسافرين من أكثر من 60 دولة بدون تأشيرة.
وبحسب الحديث مع العديد من المسافرين العرب، الذين زاروا دول «شنغن» لأول مرة، رصدنا أكثر 5 أسئلة تعرضوا لها عند وصولهم إلى مطار الوجهة المراد قضاء الإجازة فيها.
الهدف من الرحلة
عادة، فإن السؤال الأول الذي سيتم طرحه على المسافرين، عند وصولهم إلى أي من دول «شنغن»، سواء عن طريق البر أو الجو أو البحر، يتعلق بالأسباب وراء الرحلة.
يقول مسافر عربي: «عندما وصلت إلى مطار بريمن الألماني في 8 أغسطس/ آب 2023، كان أول سؤال وجهته لي موظفة مراقبة الجوازات هو لماذا أنت هنا؟، وقلت لها، لأنني حصلت على التأشيرة لزيارة عائلتي في المدينة».
وأضاف: «قد تتم صياغة السؤال بشكل مختلف على المسافرين، لكن الغرض منه هو نفسه دائماً، حيث يريد ضباط الجوازات معرفة النية وراء الزيارة، قبل أن يشرعوا في طرح أسئلة أخرى، قد يعتقدون أنها ضرورية للتأكد من أن غرض الزيارة يتماشى مع سبب إصدار التأشيرة، وأن المسافر لا يمثل أي خطر على البلد الذي يزوره».
محل الإقامة
أحد المتطلبات الرئيسية للحصول على التأشيرة، هو إظهار دليل على أن القادمين حصلوا على مكان إقامة في البلد الذي يخططون لزيارته، طوال فترة إقامتهم.
قد يُطلب من المسافرين الذين يصلون إلى الحدود الخارجية لتك الدول، معرفة المكان الذي يخططون للإقامة فيه أثناء إقامتهم، وقد يُطلب منهم أيضاً إظهار إثبات للمكان.
يقول محمد أفتار: «سألني ضابط الشرطة في مطار «بودابست فرانز ليست الدولي»عن المكان الذي سأقيم فيه، ولم يطلب مني مزيداً من المعلومات، بعد أن أخبرته أنني سأقيم في منزل أخي في العاصمة المجرية «بودابست» مضيفاً، أن الأمر كان مثيراً للاهتمام، فعندما كنت مسافراً إلى هولندا وأخبرت الشرطة في المطار أنني سأقيم في فندق، طلبوا مني إظهار دليل على الحجوزات.
تأمين السفر
السؤال الثالث الذي سوف يواجهه المسافر، يتعلق بتأمين السفر، حيث تريد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي/ «شنغن» التأكد من أن المسافرين الذين يزورون أراضيها يتمتعون بالتأمين المناسب، وفي حالة حدوث أي مشاكل صحية، فإن التأمين سيغطيها دون أن يضطر الزائرون إلى إنفاق مئات أو حتى آلاف الدولارات على العلاج.
تذكرة عودة
أحد الأسئلة الأكثر شيوعاً التي تُطرح على المسافرين عند وصولهم، هو ما إذا كان لديهم تذكرة عودة إلى البلد الذي جاؤوا منه أو تذكرة ذهاب إلى دولة ثالثة أخرى، بمجرد انتهاء الرحلة في المنطقة.
يقول مسافر: «سألتني ضابطة الحدود عما إذا كانت لديّ تذكرة عودة. فأجبتها بنعم، وسألتني عما إذا كانت معي، وكانت التذكرة موجودة على بريدي الإلكتروني، لأنني لم أطبعها، لكن الإنترنت لم يكن يعمل على هاتفي، فأريتها لقطة شاشة للتذكرة».
هذا السؤال قد يطلب من بعض المسافرين، والذين يتم اختيارهم بشكل عشوائي من قبل الضباط الذين ينتشرون في المطارات الأوربية، لذا من الأفضل أن يكون المسافر مستعداً لهذا الأمر.
الدعم المادي أثناء الإقامة
ترغب دول «شنغن» أن يتمكن المسافرون من إعالة أنفسهم مالياً أثناء إقامتهم، لذا غالباً ما يُسأل المسافرون عما إذا كان لديهم ما يكفي من المال لرحلتهم المخطط لها، وتعد الأموال وبطاقات الائتمان وسيلة جيدة لإثبات امتلاك المرء لوسائل العيش اللازمة لتغطية احتياجاته.
يجب ملاحظة أن كل دولة عضو لديها حد أدنى مختلف من المال المطلوب من المسافرين اصطحابه يومياً أثناء الرحلة، على سبيل المثال، في بلجيكا، يجب أن يكون لدى المسافر حد أدنى قدره 95 يورو لإنفاقه يومياً، إذا كان يقيم في فندق أو مكان إقامة مماثل آخر، بينما في ألمانيا، يحتاج إلى ما لا يقل عن 45 يورو لكل يوم.
قد يواجه المسافرون الذين لا يملكون أدلة تدعم إجابتهم صعوبات في دخول أراضي دولة «شنغن» التي يسافرون إليها، وإذا فشلوا في تقديم أدلة تثبت صحة كلامهم، فقد يتم اقتيادهم جانباً لمزيد من الأسئلة، وفي بعض الحالات، قد يتم رفض دخولهم، وبالتالي إعادتهم على متن أول رحلة أو حافلة أو سفينة قدموا عليها، حسب وسيلة النقل التي استخدموها للوصول إلى المنطقة.