في العام 1989 شهدنا ولادة أولى ألعاب سلسلة Prince of Persia أو أمير بلاد فارس والتي كانت من تطوير ونشر Broderbund لجهاز Apple II. وقد تم تصميمها وتنفيذها بواسطة Jordan Mechner. تدور أحداث اللعبة في بلاد فارس في العصور الوسطى، حيث يتحكم اللاعبون في بطل الرواية الذي لم يذكر اسمه والذي يجب عليه المغامرة عبر سلسلة من الزنزانات لهزيمة الصدر الأعظم الشرير جعفر وإنقاذ أميرة مسجونة.

استخدمت لعبة Prince of Persia تقنية rotoscoping لرسومها المتحركة السلسة والواقعية. والمثير للاهتمام أن العديد من الأشخاص امتدحوا نظام التحريك في Prince of Persia الأولى بالقول أنه كان واقعياً وسابقًا لعصره، والسبب لذلك غريب بعض الشيء.

فالمطور Jordan Mechner مبتكر السلسلة صنع الشخصية الرئيسية (الأمير) على شاكلة أخيه الأصغر، واستعان به لالتقاط حركته خاصة تلك المتعلقة بميكانيكية المنصات حيث كان يقوم بتصوير مقاطع فيديو لحركات الشخصية يمثلها أخيه وهو يقوم بالحركات البهلوانية بالملابس البيضاء. وقد صوره وهو يؤدي الحركات المطلوبة في باحة منزلهما الخلفية ونقلها إلى اللعبة بنظام يسمى “Rotoscoping”. وهو نظام لتصميم التحريك في الألعاب، يتم فيه الاستعانة بلقطات فيديو لتحريك الشخصيات، وهو قائم على رسم كل “إطار” من الحركة بشكل يدوي على حدة ثم جمعهم ليظهروا بشكل متتابع.

ولإنشاء رسوم متحركة لقتال السيف في اللعبة، قام ميكنر بتصوير مشهد المبارزة الأخيرة بين إيرول فلين وباسل راثبون في فيلم “مغامرات روبن هود”.  على الرغم من أن استخدام تقنية الروتوسكوبنغ كان يعتبر خطوة سابقة لعصرها، إلا أن ميتشنر ذكر لاحقًا أنه “عندما اتخذنا هذا القرار في لعبة أمير بلاد فارس، لم أكن أفكر في أن أكون متطورًا – لقد فعلنا ذلك أساسًا لأنني لست بارعًا في الرسم أو التحريك، وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التفكير فيها للحصول على حركة نابضة بالحياة.” كما كانت طريقة القتال غير عادية أيضًا: كان أسلوب القتال غير مألوف: كان البطل والأعداء يتقاتلون بالسيوف، وليس بالأسلحة المقذوفة، كما كان الحال في معظم الألعاب المعاصرة. قال ميتشنر إنه عندما بدأ البرمجة، كانت الدقائق العشر الأولى من فيلم Raiders of the Lost Ark أحد مصادر الإلهام الرئيسية لردود الفعل البهلوانية للشخصية في بيئة خطرة.