العاب / IGN

مراجعة Nobody Wants to Die

لعبة Nobody Wants to Die أشبه بنسمة من الهواء المنعش، وواحدة من التجارب القليلة التي ظهرت من العدم وفاجأتني بينما لم أضعها في حساباتي نهائيًا، ربما بسبب التسويق المحدود للعنوان وقدومها من فريق تطوير مجهول للغالبية العظمى من اللاعبين، لكنها تقدم تجرب دسمة مليئة بالأحداث المثيرة والمفاجآت غير المتوقعة التي تحفل بها القصة، وعالمها الذي يخطفك من الوهلة الأولى رغم محدودية التجول والاستكشاف، والشخصيات التي تمتاز بحضور طاغٍ حتى وإن كنت تراها لثواني معدودة، ولسوء الحظ، لا يمكنني مواصلة المدح لباقي العناصر، سواء طريقة اللعب المعتمدة على التحقيق وتحليل الأدلة أو السرد الذي يضل طريقه في لحظات متفرقة ويحاول تقريبك من الشخصية الرئيسية وعيش معاناته لكن عوضًا عن ذلك أصابني الملل من الثرثرة التي لا تنتهي.

تركز Nobody Wants to Die على فكرة شائكة مجرد التفكير فيها سيستغرق منك ساعات طويلة دون أن تصل إلى مرضية، ما الذي سيحدث إذا توصل البشر لسر الخلود؟ هل سيصبح للحياة معنى؟ هل ستكون هناك مخاطرة أو شعور بالقلق وأنت تعلم أن لا شيء يؤثر فيك أو ينهي حياتك؟ هل ستتطور الحياة نحو الأفضل أم الأسوأ؟ وما هو الرادع للخارجين عن القانون والفاسدين إذا كانوا سيعيشون أبد الدهر؟ إنها فكرة جذابة بلا شك لكنها ملوثة وغير إنسانية وتسير عكس كل قوانين الكون، لكن هذا ما نجح العالم في الوصول إليه في المستقبل البعيد، والنتائج كانت كارثية على الجميع بلا استثناء.نحن في نيويورك في عام 2329، حيث أصبحت البشرية بأكملها عبارة عن أرواح تستأجر الأجساد لتمضي قدمًا في حياتها دون الخوف من الموت، إنه مكان حيث يجب على الجميع العيش باستخدام مادة تسمى Ichorite، وهذا يسمح بنقل العقل من جسد إلى آخر بعد تلف الجسد المضيف بشكل قاتل، ومع ذلك، لا يحدث هذا إلا بشرط أن يكون المواطن قادرًا على تحمل الاشتراك الإلزامي، اشتراك يمكن أن يكون عدم دفعه مكلفًا للشخص المعني بطرق لا يتوقعها، فبعد كل شيء، يمكن أن يتخذ الخلود أشكالًا غير سارة في نهاية المطاف.


يأخذ اللاعب دور جيمس كارا، والذي يمكن وصفه بالنسخة المستقبلية من Max Payne، شرطي ضل طريقه وفقد ثقة أقرب الناس إليه بعد فقدان زوجته، ولا يجد مفرًا إلا من خلال الكحول الذي أصبح مدمنًا عليه بمرور الوقت مما زاد حياته تعقيدًا، وكما تتوقع من شخص سكير، يتم إبعاده مؤقتًا من وظيفته بعد فضيحة كبيرة تتعلق بقطار خرج عن مساره ووفاة زميله، وبعد فاصل من التوسل والتملق لرئيسه في العمل، يمنحه رئيس الشرطة فرصة غير رسمية لحل قضية بسيطة تتعلق بوفاة أحد الساسة، وبالنظر لأن الثقة فيه معدومة، لا يمكنه التطرق لهذه المهمة إلا تحت إشراف ضابطة الشرطة سارا كاي، وكما تتوقع من لعبة قائمة على التحقيقات وفحص الأدلة، تتشعب القضية البسيطة بصورة غير متوقعة لكنها مثيرة وكافية لإبقائك متلهفًا لمعرفة حقيقة ما يحدث واكتشاف الجاني الحقيقي وأطراف المؤامرة التي تطول أكبر الأسماء في عالم السياسة والاقتصاد على حد سواء.

أحببت طريقة السرد في البداية وكيف يتم عرض القصة من وجهة نظر جيمس كارا مما منحني نظرة أفضل على صراعه الداخلي وحالته النفسية، تمامًا كما نجحت ألعاب Max Payne في أول جزئين تحت إشراف Remedy، لكن يبدو أن تناول الكحول بصورة مبالغ فيها تسبب في خروج جيمس عن المسار والتطرق لأحاديث فرعية أصابتني بالملل في الكثير من الأوقات ولم يشفع لها سوى التهيؤات التي سيطرت على عقله من حين لآخر واصطحبته إلى ماضيه الغامض وزوجته التي بقيت لغزًا محيرًا طوال القصة، يلعب جيمس كارا دور المحقق النموذجي الذي يكسر القواعد باستمرار ويعاني من مشاكل مع الكحول، ومن ناحية أخرى، تلعب سارا كاي دور شرطية تلتزم دائمًا بالقواعد، بمعنى آخر، لديك وجهين لعملة واحدة، ويمكنك توقع تصرفات كل طرف بحسب شخصيته، هناك تباين ديناميكي لطيف في الحوار يعوض عن عدم تعرض الشخصيات لأي تطور في الشخصية.

بالنظر لأننا نتحدث عن لعبة قائمة على التحقيق وفحص الأدلة، يلعب نظام الاختيار دورًا رئيسيا طوال أحداث العنوان، لكن تأثيره محدود بالنظر لكونها لعبة تفاعلية في الأساس مع غياب أسلوب اللعب الحقيقي حيث التفاعل مع شخصيات أخرى أو تبادل إطلاق النار او حتى الركض وتسلق مناطق محدد على سبيل المثال، العديد من تلك الاختيارات لا تغير أي شيء بشكل جذري، بل هو مجرد شكل من أشكال التعبير، إلا أن القليل منها يؤثر ليس فقط على تسلسل المشاهد بأكملها، بل والنهاية أيضًا، حيث تقدم اللعبة 4 نهايات مختلفة بناءً على اختياراتك في مواقف محددة.

تلك هي النقطة الرئيسية المتسببة في ضعف في السرد بأكمله، لأنه على الرغم من أن النهايات نفسها جيدة التنفيذ، إلا أن القرارات التي تؤثر على اختياراتهم غالبًا ما بدت عشوائية وغير مؤثرة، تحاول اللعبة جاهدة أن يشرح اللاعب بعض الأشياء بنفسه، ومع ذلك، ينتهي الأمر بترك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والتي كان من الممكن توضيحها بشكل أفضل، بمعنى أبسط، تضعك اللعبة في تساؤلات لا نهاية لها ثم تقدم لك نهايات مفتوحة لتفسرها بنفسك، تمامًا كما فعل القائمين على Lost قبل أكثر من 14 عامًا.

تدور أحداث القصة في مشاهد قصيرة من منظور الشخص الأول، ويبدو المستوى الرسومي مبهر كما لو أنك أمام لعبة من استوديو صاحب باع طويل، الأمر منطقيًا بعض الشيء بالنظر لكونك تتفاعل مع بعض الأدلة البسيطة في كل مشهد، لكن رغم ذلك تمتاز اللعبة برسوم رائعة وتفاصيل غاية في الإتقان كما لو أنك في بيئات واقعية، تسير اللعبة في اتجاه سينمائي بحت، سواء التصميم العام لمدينة نيويورك الذي تراه على استحياء من الأعلى، أو التفاصيل البسيطة التي تملًا كل ركن مثل الملصقات الدعائية، والتصميمات الداخلية الجميلة، والشوارع المفصلة والمباني الضخمة في نيويورك الممطرة المظلمة، والفضل في ذلك يعود لمحرك Unreal Engine 5 وقدراته الفريدة بعيدًا عن مشاكله التقنية المتكررة في الفترة الأخيرة.

تم تصوير نيويورك المستقبلية بصورة مثيرة للإعجاب حتى وأن كانت النظرة محصورة على الجزء العلوى من المدينة، حيث تنتشر السيارات الطائرة ويقضي البشر معظم وقتهم في السماء بين ناطحات السحاب أكثر مما تطأ أقدامهم الأرض، أضف إلى ذلك أجواء المدينة المستقبلية الممطرة المليئة بالدخان والملوثة بالأبخرة والسجائر والتي ربما تكون مذهلة من الناحية التكنولوجية، لكنها سامة ومميتة لكل من يعيش داخلها وفُرض عليه نظامها العام.

فيما يخص أسلوب اللعب، الأمر هنا أشبه بألعاب محاكاة المشي، كل ما عليك فعله هو التجول في غرف محدودة والتفاعل مع الأدلة والعناصر المختلفة حولك لإعادة بناء مشهد الجريمة ومعرفة حقيقة ما حدث، كل ذلك باستخدام مجموعة من أدوات التحقيق مثل مصباح الأشعة فوق البنفسجية للبحث عن المسارات المخفية، ورادار الأشعة السينية لتتبع أشياء مثل اتجاه المقذوفات وخطوط الكهرباء وما شابه ذلك، ولكن كلمة السر تقبع في جهاز مستقبلي يدعى Reconstructor يمكنه إعادة بناء ما حدث بالضبط في مسرح الجريمة، تمامًا مثل لعبة Cyberpunk 2077 حين تبحث عن الأدلة وتكتشف ما حدث بالفعل أثناء إعادة الزمن.

بالنظر لكونها لعبة تفاعلية في المقام الأول، كان من المفترض أن توفر خيارات الفشل للاعبين الذين يفشلون في العثور على الأدلة أو فحصها بشكل مناسب، ولكنني وجدت نفسي أمام تجربة خطية تجبرك على السير في الطريق الصحيح، سيكون من المحال أن تفشل في أي تحقيق، واحتمالية ارتكاب الخطأ ضئيلة للغاية إن لم تكن معدومة، وبالتالي تكمن أكبر مشاكلك في العثور على مكان الدليل التالي للمضي قدمًا، وحتى هذه الجزئية ستجد اللعبة تساعدك فيها دون أي تدخل منك، أضف إلى ذلك التكرار الواضح في آليات اللعب، فرغم المدة الزمنية القصيرة للأحداث، والتي تقدر بحوالي 6 ساعات، إلا أنك ستكرر ما فعلته في أول نصف ساعة طوال عمر العنوان، تبادل أطراف الحديث ثم الانتقال لموقع الجريمة ثم فحص الأدلة وإعادة تجسيد المشهد للحصول على معلومات قيمة ومن ثم الانتقال للموقع التالي.

تقدم Nobody Wants to Die مغامرة سردية في عالم السايبربانك مع عناصر تحقيق بسيطة وأجواء رائعة ومؤثرات سمعية وبصرية مذهلة، وقصة تثير اهتمامك من الوهلة الأولى مع شخصية رئيسية كاريزمية، وتصميم رائع لمدينة نيويورك المستقبلية، لكن يعيبها البساطة المبالغ فيها والتكرار المستمر لآليات اللعب ونظام الاختيارات الذي يقتصر تأثيره على مواقف محددة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا