فيديو / صحيفة اليوم

بنتي وبنتي !!


كنت في مناسبة اجتماعية لإحدى العوائل ولفتني وجود بعض البنات مع أمهاتهن على غير العادة ! ففي كثير من الأحيان إن لم يكن غالبها تعزف البنات عن مرافقة الأم باعتبار أن جو الأمهات «فكك» ! ولا يتناسب مع جوهن بل ويجبرهن ذلك الحضور إلى المجاملة والتصنع بما يتناسب مع جو الأمهات، وتمثيل دور البنت السنعة بطلب من الأم التي تتمنى أن تجد خاطباً لابنتها من تلك المجالس.
«تدّهر» في تسويق ابنتها وغمزها وحثها على اصطناع الحيوية وكسر الجمود واقتلاع الجوال من يدها ولو لدقائق وبالرغم من أن البنت متسمرة على جوالها و»المواري» لا تبشر بخير إلإ أن الأم تكذّب الواقع وتلقي موشحاً في سناعة ابنتها فهي المشرفة العامة على المنزل وهي الشيف التي لا تضاهى وهي المدبرة لميزانية الأسرة وهي المربية لأخوتها الصغار وهي الهينة اللينة التي جمعت جميل الأخلاق «زود» على أنها لا تعرف عيادات التجميل بل وجاهلة في مساحيقها ! وغيرها من الصفات التي تجعل البنت تشك أنها هي المنعوتة بتلك الألقاب والصفات وهي تعلم علم اليقين أنها متسمرة على سريرها وقد أغلقت عليها غرفتها ولاعلم لها بما يدور حولها بل يسحبونها سحباً لتتعرف على أفراد أسرتها عن كثب !
وهذه الحملة التسويقية من بعض الأمهات تنجح في إغراء الأمهات الباحثات عن تلك الشخصيات النادرة لأبنائهن فيسارعن في الظفر بهن ولعل تلك البنت «تتسنع» لاحقاً وإلى ذلك الحين على الزوج الضحية أن يتحلى بالجلد والتصبر! كما أن اللوم يقع أيضاً على من تسوق لأبنائها على أنهم فارسي الأحلام الشجعان الذين لم تنجب البشرية مثلهم وماهم إلا شباب لايعرفون طريق المسؤولية ولا حتى سمعو بها فهي آثمة في « بنت الناس» التي تغتر بتسويقها و» تبتلش به «
وهذا العلم من الفنون الذكية فالتسويق وتحسين السمعة والبربوجندا ليست للمشاريع أو الشخصيات ذات السلطة بل حتى في الدوائر الضيقة فعندما تجدا طوابيرا من الزبائن لدى احد المحلات فهو ليس بالضرورة إبداع وجوة منتج من صاحب المحل بل هو تسويق وإذا رأيت فناناً أو مشهورة تجمهر عليه خلق من الناس أو تعرض لموقف ما من قبل المعجبين والمعجبات فاعلم أنه مشهد مدبر بليل وإذا رأيت طبيبا يتعامل مع مهنته بالأرقام وعدد الإجراءات والعمليات التي قام بها ويوثقها في حساباته، فاعلم أنها حركة تسويقية وإذا رأيت حواراً في ؟؟أحد البرامج وقد ذهب الحوار وتركز حول منتج أمامهم فاعلم أنهم أرادوا ذلك عنوة .
أما تسويق الأشخاص لأنفسهم من خلال كثرة «البربرة» ولا شيء يذكر على الواقع فهي من أسوأ الأمور وكم من شخص لا يجد حديثاً أمتع من حديثه عن نفسه وعن إنجازاته الوهمية والأنا العالية لديه مع كل الاحترام للمسوقين الصادقين الذين تسبقهم علامتهم التجارية قبل حديثهم
أما ضحايا «تطوير الذات» أسعد نفسك وأنت تستطيع وتحرك أنت لست شجرة فهم اليوم على بساط الفقر والهموم تلاحقهم من كل صوب فلا تكذب على نفسك ولا تصدق الدجالين الذين يبحثون عن المحتوى ويغرون الفارغين .
خاتمة:
حديث الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ذكر منهم «المنفق سلعته بالحلف الكاذب»، وهو وعيد لكل متعدٍ غاش في تسويق بضاعته.. فيا أيها المسوقون لطفاً بنا.
@ghannia

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا