دبي: حمدي سعد

شهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الإمارات، تطوراً مستمراً خلال 2025، حيث أظهرت البيانات العالمية تقدماً ملحوظاً في جودة الشبكات وسرعة الإنترنت وانتشار الخدمات الرقمية.

وفقاً لتقرير DataReportal 2025 (We Are Social & Hootsuite)، بلغ عدد اشتراكات الهاتف المتحرك في الإمارات 21.9 مليون اشتراك، ما يمثل زيادة بنسبة 4.8% مقارنة ب2024، ما يعكس كثافة الاستخدام الرقمي بين السكان، إذ يمتلك العديد منهم أكثر من خط لأغراض شخصية أو مهنية.

تعكس هذه الزيادة أيضاً اعتماد الأفراد على التطبيقات الرقمية والخدمات الإلكترونية في حياتهم اليومية، بما في ذلك التسوق عبر الإنترنت، التعليم عن بعد، والتواصل الاجتماعي، إضافة إلى زيادة الاعتماد على حلول الدفع الرقمي والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، ما يعزز الاقتصاد الرقمي المحلي، وفقاً لتقرير (DataReportal 2025).

انتشار الإنترنت

بالنسبة لمستخدمي الإنترنت، سجلت الإمارات 11.1 مليون مستخدم نشط، أي ما يعادل انتشار الإنترنت بنسبة 99% من إجمالي السكان، بينما بلغ عدد حسابات التواصل الاجتماعي النشطة 11.3 مليون حساب، وفق DataReportal 2025، وهذه الأرقام تؤكد جاهزية السوق الرقمي الإماراتي لدعم التحول الرقمي المستدام، وتعزز قدرة الشركات والمؤسسات الحكومية على تقديم خدمات مبتكرة ومتقدمة. وإضافة إلى ذلك، ازدادت نسبة استخدام الهواتف الذكية لأغراض التعليم والعمل عن بعد إلى أكثر من 85% وفق التقرير نفسه.

وتشير تقارير «nPerf» منصة ومزود البيانات المستقل في اختبار وقياس أداء شبكات الإنترنت على الصعيدين المحلي والعالمي لعام 2025، إلى أن الشبكات الإماراتية تحتل مكانة متقدمة على مستوى الشرق الأوسط من حيث جودة الاتصال واستقرار الشبكة، حيث سجلت الشبكات متوسط زمن استجابة (Latency) 38 ميلي ثانية، ومتوسط سرعة تنزيل بيانات 412 ميغابت/ثانية، فيما بلغ متوسط سرعة الرفع 37 ميغابت/ثانية. وتم تنفيذ مشاريع توسيع الشبكة لتغطية 99.5% من المناطق الحضرية والريفية، لضمان شمولية الخدمة لجميع السكان.

كما ركزت الشركات على تحسين جودة الشبكات في المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمناطق السياحية الحيوية لضمان تجربة متكاملة للمستخدمين، ما يعزز قدرة الدولة على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا الرقمية وفقاً ل(nPerf 2025).

استثمارات تقنية

شهدت الإمارات استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية الرقمية، تشمل 5.8 مليار درهم مخصصة لتوسيع شبكات الجيل الخامس 5G والفايبر الضوئي، مع استحداث مراكز بيانات متقدمة.

ودعمت هذه الاستثمارات تقديم خدمات رقمية متقدمة للشركات والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك الحوسبة السحابية، أتمتة العمليات، وحلول المدن الذكية.

كما أسهمت في توفير فرص وظيفية جديدة وزيادة الطلب على المهارات الرقمية المتخصصة، ما يعزز تنافسية الإمارات على الصعيد الدولي.

وتُظهر المقارنات الإقليمية أن الإمارات تتفوق على معظم دول الخليج في سرعة الإنترنت الثابت والمتنقل وتغطية الألياف الضوئية، حيث سجلت في المتوسط 441.89 ميغابت/ثانية للإنترنت المتنقل و300.65 ميغابت/ثانية للإنترنت الثابت، وفق Ookla Speedtest Global Index 2025. هذا الأداء يجعل الإمارات مركزاً رقمياً إقليمياً، ويعزز موقعها الاستثماري في مجال التكنولوجيا.

سرعة الإنترنت وجودة الخدمات

أظهرت البيانات أن متوسط سرعة تحميل الإنترنت المتنقل في الإمارات وصل إلى 430–450 ميغابت/ثانية، ومتوسط سرعة الرفع 38 ميغابت/ثانية، مع نسبة استقرار الشبكة 98% في المناطق الحضرية.

وتؤكد الأرقام ريادة الإمارات في تقديم تجربة رقمية متقدمة للمستخدمين، مع ضمان سرعة وأمان الخدمات الرقمية المتنوعة.

وتغطي شبكة الألياف الضوئية FTTH نحو 99.5% من الوحدات السكنية، ما يتيح لجميع الأسر الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة بسهولة.

وأكد تقرير OpenSignal 2025، أن المستخدمين الإماراتيين يتمتعون بأعلى تجربة استخدام شبكات الهاتف المتحرك في الشرق الأوسط.

التحول الرقمي للخدمات

حققت الإمارات 100% في مؤشر البنية التحتية للاتصالات، وفق تقرير الأمم المتحدة 2025، ما يعكس نجاح السياسات الرقمية والتنظيمية. وساعد هذا على تقديم خدمات رقمية متكاملة تشمل الهوية الرقمية، التوقيع الإلكتروني، ودفع الفواتير الحكومية عن بُعد.

وشهد قطاع التعليم الرقمي نمواً ملحوظاً، حيث اعتمدت 93% من المدارس والجامعات على منصات التعليم عن بعد. كما استفاد قطاع الصحة من تطبيقات التتبع الذكي وإدارة البيانات السحابية، وخفض زمن الانتظار بنسبة 20%.

مبادرات ومشاريع

شهد عام 2025 إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع التي عززت مكانة الإمارات في قطاع الاتصالات والتقنية. ومن أبرز هذه المبادرات إطلاق مشروع «الهوية الرقمية الموحدة» الذي يتيح للمواطنين والمقيمين الوصول إلى جميع الخدمات الحكومية عبر منصة واحدة، مع دمج التوقيع الإلكتروني والأمان الرقمي المتقدم.

كما أطلقت الإمارات مشاريع تطوير شبكات الجيل الخامس 5G Advanced، مع تغطية موسعة للمناطق الحضرية والريفية، . وتم تنفيذ مشروع «مراكز البيانات المتقدمة» لتعزيز قدرات الحكومة والشركات في التخزين السحابي وتحليل البيانات الكبيرة لدعم التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي. وعززت الإمارات أيضاً الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتوسيع نطاق الابتكار الرقمي، بما في ذلك التحالفات بين الشركات المشغلة e& وdu مع مؤسسات تعليمية وتقنية لإطلاق برامج تدريبية لتأهيل الكوادر الرقمية الجديدة.

الشركات المشغلة وأداء السوق

استثمرت «إي آند الإمارات» في توسيع خدماتها الرقمية بما يشمل شبكات 5G والفايبر وحلول سحابية متقدمة للشركات، ووفق تقرير الربع الثالث 2025 للشركة، نمت إيرادات قطاع الاتصالات بنسبة 6% مقارنة بالعام السابق، مع زيادة عدد المشتركين النشطين إلى 9.2 مليون مستخدم.

وسعت «دو» نطاق خدمات الإنترنت عالية السرعة، وركزت على تحسين جودة الشبكة، مع استثمار 1.1 مليار درهم في البنية التحتية لعام 2025، وفق التقرير السنوي للشركة. وأظهرت النتائج نموًا في الإيرادات بنسبة 5.8% وزيادة استثمارات البنية التحتية بنسبة 12% لدعم توسع الخدمات وتلبية الطلب المتزايد على الحلول الرقمية.

المدن الذكية

تعمل الإمارات على تطوير مدن ذكية تعتمد على شبكات اتصالات متقدمة ومستشعرات ذكية لإدارة المرور والطاقة والأمن والخدمات الحكومية، وفق تقرير هيئة المدن الذكية 2025.

وتشمل المشاريع الذكية في الإمارات إدارة المرور الذكي، أنظمة الطاقة المستدامة، مراقبة جودة الهواء، ومتابعة شبكات المياه، وفق تقرير هيئة المدن الذكية 2025، مع تركيب أكثر من 120 ألف مستشعر ذكي لدعم التخطيط العمراني واتخاذ القرارات الاستراتيجية.

اقتصاد رقمي

مع استمرار الحكومة في تقديم خدمات رقمية متطورة وتطوير البنية التحتية، تظل الإمارات نموذجاً عالمياً للتحول الرقمي والاقتصاد المعتمد على التكنولوجيا والمعلومات.

24.9 مليون مشترك بخدمات «إي آند الإمارات» و«دو» في 9 شهور

191.6 مليار درهم «السوق التقني»

بحسب تحليل حديث من Mordor Intelligence، من المتوقع أن يصل حجم سوق تقنية المعلومات والاتصالات في الإمارات إلى 191.6 مليار درهم «52.23 مليار دولار» مع نهاية 2025. وتُظهر توقعات النمو أن هذا السوق سيواصل التوسع بمعدل نمو سنوي مركب بنحو 10.29% حتى عام 2030.

ويعكس هذا زيادة ملحوظة في الإنفاق على البنية التحتية الرقمية، والخدمات السحابية، والاتصالات، والحلول المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.