شهدت الأسواق المالية الأمريكية انتعاشًا ملحوظًا هذا الأسبوع بعد أن عانت من تراجع حاد الأسبوع الماضي. وسجلت المؤشرات الرئيسية، مثل مؤشر داو جونز الصناعي وإس آند بي 500، مكاسب معتدلة، مما يشير إلى استعادة الثقة بين المستثمرين.

ويرى محللون أن تقرير التضخم الأمريكي هو العامل الأكثر أهمية هذا الأسبوع حيث يترقب المستثمرون القرار القادم للاحتياطي الفيدرالي باجتماعه في سبتمبر وسيؤثر هذا التقرير لا محالة عليه.

توقعات أسواق الأسهم لقرار الفائدة

تضع الأسواق حاليًا في الحسبان إما خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أو خفضها بمقدار نصف نقطة، وفقًا لأداة المراقبة والتوقع فيد واتش.
اقرأ أيضاً: أسهم التكنولوجيا الأمريكية تتغلب على التقلبات وتصعد بشق الأنفس
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي 19 نقطة أو 0.05% بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.02% و0.01% على التوالي.
وقد تساعد البيانات في تحديد اتجاه السوق غير المستقرة بعد التحركات الجامحة التي شهدتها الأسبوعين الماضيين في أعقاب تقرير الوظائف المخيب للآمال فضلاً عن تراجع تجارة الفائدة على الين وهو ما أثار قلق المستثمرين.

استمرار تعافي مؤشرات الأسهم

شهدت المتوسطات الرئيسية عودة ضخمة في أواخر الأسبوع الماضي بعد هزيمة عنيفة يوم الاثنين الأسود عندما سجل مؤشر إس آند بي 500 أسوأ يوم له منذ عام 2022.
ومن المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المنتجين - وهو مقياس لأسعار الجملة والذي من المقرر أن يصدر يوم الثلاثاء - مكسبًا شهريًا بنسبة 0.2% في يوليو بما يتماشى مع قراءة الشهر السابق، وفقًا لتقديرات داو جونز.
اقرأ أيضاً: مؤشرات الأسهم الأمريكية تسجل بداية قوية في النصف الثاني من 2024
كما من المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلك المتوقع صدوره يوم الأربعاء ارتفاعًا بنسبة 0.2% في الشهر الماضي ارتفاعًا من انخفاض بنسبة 0.1% في الشهر السابق عليه.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، قد تحظى بيانات مبيعات التجزئة ببعض الاهتمام بعد أن أثار أحدث تقرير للوظائف المخاوف بشأن تباطؤ النمو ووضع المستهلك تحت المجهر.

أسواق آسيا والمحيط الهادئ

افتتحت أسواق آسيا والمحيط الهادئ على ارتفاع تؤثرًا بجلسة متقلبة في سوق وول ستريت بالولايات المتحدة بينما يستعد المستثمرون لبيانات التضخم الرئيسية.
أعلنت سنغافورة أن اقتصادها نما بنسبة 2.9% في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي بما يتماشى مع تقديرات الناتج المحلي الإجمالي المسبقة التي صدرت في يوليو.
كما وبدأ مؤشر نيكي 225 الياباني التداول مرتفعا بنسبة 2.2% في حين حقق مؤشر توبكس مكاسب بنسبة 1.8%.
وتبع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية هذا الاتجاه حيث ارتفع بنسبة 0.36% في حين خسر مؤشر كوسداك للأسهم الصغيرة 0.6%.

توقعات الأسهم الأمريكية في 2025

وحول اتجاهات السوق المقبلة توقع المستثمر وخبير الأسواق ديفيد روش اتجاه السوق في وول ستريت نحو الهبوط في عام 2025 بسبب خفض أسعار الفائدة التي تقل عن المتوقع وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي وفقاعة الذكاء الاصطناعي، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
وقال الخبير الاستراتيجي في شركة "كوانتيوم استراتيجي" :"أعتقد أن السوق قد تصاب بحالة هبوطية في القادم من الوقت على الأرجح، وربما يكون ذلك في عام 2025، ونحن نعلم الآن ما الذي قد يتسبب في ذلك".

عوامل تضغط على سوق الأسهم

وعلل روش سبب الهبوط بثلاثة عوامل، فأما العامل الأول فيتمثل في مقاومة الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة إلى المستوى الذي تريده السوق وهو 3.50%.
ويبلغ متوسط توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025 نسبة 4.1% في حين يتوقع جميع المشاركين في السوق تقريبا حاليًا أسعار فائدة أقل من 4.1% بحلول سبتمبر 2025، وفقا لأداة فيد واتش.

الأرباح لن تلبي التوقعات

وحذر روش من أن "العامل الثاني يدور حول الأرباح التي لن تلبي التوقعات لأن الاقتصاد سوف يتباطأ".
أما العامل الثالث الذي يتوقع روش أن يؤدي إلى هبوط السوق فهو قطاع الذكاء الاصطناعي.
وقال روش إن الاقتصاد العالمي ”دخل منطقة الفقاعة” وسيخرج منها خلال الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك.
واختتم: ”أعتقد أن هناك ما يكفي من هذه العوامل الثلاثة للتسبب في سوق هبوطي بنسبة 20% في عام 2025 ربما يبدأ في نهاية هذا العام 2024”، مضيفًا أن التنبؤ لا يأخذ في الاعتبار من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.