اقتصاد / صحيفة الخليج

الذكاء الاصطناعي يواجه عمليات التحيز في التوظيف

دبي: حمدي سعد

يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي ثورة تقنية ستحدث تغييرات جذرية في مختلف مجالات العمل، بما في ذلك عملية التوظيف بما يتجاوز النوايا الحسنة، حيث يمثل نهجاً استباقياً يعالج أوجه التحيز عند اختيار الموظفين بناء على اعتبارات بعيدة عن المزاجية أو غيرها من الاعتبارات بطريقة مسؤولة وأخلاقية لبناء مكان عمل أكثر شمولية.
يقول حيدر نظام، رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب رئيس الحلول في شركة «زوهو» ل«الخليج» عن قدرة الذكاء الاصطناعي على مواجهة التحيز في عمليات التوظيف: من خلال تحليل السير الذاتية وسجلات المقابلات باستخدام خوارزميات، يمكن تحديد وإبراز حالات التحيز المحتمل القائمة على عوامل مثل الجنس والعمر أو العرق أو الديانة. وأضاف: يساعد ذلك القائمين على عملية التوظيف على التركيز على المهارات والخبرات الحقيقية للمرشحين، ما يتيح خلق بيئة عمل أكثر إنصافاً تتيح الفرصة للجميع للتقدم والنجاح.
وأوضح أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً في تسهيل عملية التوظيف من خلال استخدام تقنيات محددة يمكن من خلالها توجيه المرشحين خلال رحلة التقديم بأكملها وبمختلف اللغات، ما يضمن حصول جميع المرشحين على فرصة عادلة للتقدم للوظائف دون أي عوائق لغوية.
عائق كبير
وأكد نظام أن التحيّز في عملية التوظيف يمثل عائقاً كبيراً أمام الشركات الساعية إلى استقطاب المواهب المتنوعة ذات الكفاءة العالية. ولكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات من الممكن التغلب على هذه التحديات.
وبإمكان الذكاء الاصطناعي تحليل الوصف الوظيفي والاتصالات الداخلية، وتحديد وإزالة اللغة التي تميل إلى التحيّز والتي قد تشكل عائقاً أمام توظيف مواهب متنوعة. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد وإزالة التعريفات أو الضمائر الخاصة بنوع الجنس (ذكر أو أنثى)، والشروط المتعلقة بالعمر والمصطلحات النمطية الثقافية، وما إلى ذلك، وبذلك يُساهم الذكاء الاصطناعي في خلق بيئة عمل أكثر ترحيباً بالأفراد من مختلف الجنسيات والأعراق والخلفيات الثقافية.
وتابع: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي دوراً أساسياً في تحديد أي نوع من التمييز ربما يكون موجوداً عن غير قصد ضمن ممارسات إدارة الموظفين من خلال تحليل البيانات الخاصة بهم.
وعلى سبيل المثال، عادةً ما تكون عمليات مراجعة الأداء عرضة لمجموعة متنوعة من التحيزات الضمنية، بما في ذلك تحيز الحداثة أو التشابه أو التحيز بين الجنسين... إلخ. حيث تتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تحليل الاستبيانات الداخلية أو بيانات الأداء بما في ذلك التقييمات والترقيات والزيادات في الأجور، من كشف أوجه التحيز في العمليات الخاصة بفرق الموارد البشرية وضمان حصول الموظفين على تقييم عادل ودقيق.
تحليل بيانات الموظفين
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المؤسسات على تلبية تفضيلات الموظفين الذين ينتمون إلى خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة، منها على سبيل المثال: تحليل بيانات الآراء المتعلقة بتدريب الموظفين، عبر مساعدة المؤسسات على فهم آليات وأساليب التعليم التي يفضلونها، ونوع البرامج التدريبية التي يرغب الموظفون في الالتحاق بها.
ويمكن للذكاء الاصطناعي تحويل الاجتماعات إلى نصوص، وتوليد أوصاف صوتية لمقاطع الفيديو، وترجمة الوثائق إلى لغات مختلفة، لضمان تكافؤ فرص الوصول إلى المعلومات والمشاركة أمام جميع الأطراف.
وعن إمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي للتحيز في التوظيف قال نظام: إن التطبيق المسؤول والاعتبارات الأخلاقية من الأمور البالغة الأهمية في عمليات التوظيف، حيث يجب على المؤسسات أن تكون شفافة بشأن استخدامها للتقنيات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا