العاب / IGN

مراجعة الحلقة 8 والأخيرة من الموسم 2 من House Of The Dragon

تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق للحلقة الثامنة والأخيرة من الموسم الثاني من House Of The Dragon بعنوان The Queen Who Ever Was.

يمكنكم قراءة مراجعتنا للحلقات الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة هنا.


بعد موسم كامل من الدسائس والبناء والخطط وتقديم الشخصيات والحبكات الجديدة التي ستلعب دوراً في رقصة التنانين، كان المشاهدون يتوقون إلى معركة ملحمية تتوج كل هذه الأحداث بالحلقة الأخيرة، والتي تذوقنا طعمها في الحلقة الرابعة (والأفضل) من الموسم بأكمله، لكنها للأسف كانت مخيبة للأمال حيث غابت المعارك الكبرى التي طال انتظارها، واقتصرت الحلقة على مجرد تمهيد لما سيأتي، وكانت ممطوطة أكثر من اللازم بالنسبة لحلقة أخيرة.

فلنأخذ قصة راينا على سبيل المثال، التي بالرغم من قِصر مشاهدها وتباعدها هذه الحلقة إلا أنها كانت تكفيها مشهداً واحداً فقط (والتي للأسف لا تتوج حتى بإخضاعها للتنين بعد كل الانتظار)، لكن بالمقابل بدلاً من تقديم مشهد دموي وناري عندما يقوم أيموند بحرق شارب بوينت، فإن ذلك يحدث خارج . حتى المشاهد الأخيرة الممتدة على قرابة 4 دقائق، والتي كانت الأروع والأبرز بالحلقة ككل، كانت تشبه عرضاً تشويقياً أكثر من كونها نهاية معلقة ومشوقة لو صح الوصف. إن هذا التأجيل للمواجهات الكبرى جعل الانتظار للموسم القادم طويلاً ومؤلماً.

لا يمكن إنكار أن الحلقة حملت في طياتها العديد من الأحداث المحورية التي تشكل مستقبل القصة، مثل لقاء رينيرا بدايمون أخيراً وتعهده بالولاء لها، أو مصارحة آلين لكورليس بأنه ابنه والمعاناة التي مر بها، وحتى الكشف أن أوتو هايتاور كان مسجوناً بمكان ما، وأن هيلينا لديها قدرات أكبر بكثير مما كنا نتصور. وأن المتاعب قادمة بلا شك من أولف. والأهم من ذلك كله لقاء أليسنت برينيرا. كل تلك الأحداث شديدة الأهمية لما سيأتي، لكنه يناسب أكثر حلقة عادية بالمسلسل وليس الحلقة الأخيرة!

تبدأ الحلقة بوصول تايلاند للقاء تحالف المدن الحرة حيث يحاول الحصول على دعم أسطولهم لفك الحصار على كينغز لاندينغ، والذين يقبلون مساعدتهم في نهاية المطاف مقابل الحصول على منطقة ستيب ستونز التي كانت محل نزاع من الموسم الأول بينهم وبين كورليس. يمكن القول أن تايلاند تمرغ بالوحل حرفياً لتحقيق غاياته، في مواجهة مع قائدة الأسطول لوهار التي تسخر منه طيلة الوقت من خلال إطلاق أسماء مختلفة عليه في كل مرة. لكنه ينجح في كسب ودها في نهاية المطاف.

لقد تم منح تايلاند فرصة للتألق في هذه الحلقة بعدما كان شخصية ثانوية في السابق، خاصة مع الوضع بالاعتبار أنه في الكتاب لم يكن هو من يجري هذه المحادثات بل أوتو هايتاور، حيث أنه بعدما خلع أيغون جده من منصب مساعد الملك لم يغادر ريد كيب بل ظل في القصر. وهذا لم يكن التغيير الوحيد عن الرواية أيضاً، حيث أن لوهار كانت رجلاً وفقاً للتاريخ، لكن نذكر مرة أخرى أن كتاب Blood & Fire الذي يقتبس منه المسلسل من المفترض أنه بمثابة كتاب تاريخ في عالم الجليد والنار، وأن من كتبه كان عدة مؤرخين مختلفين كل منهم من وجهة نظر مختلفة، لذلك هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة فيه، لكن من المفترض أن مسلسل House Of The Dragon يروي تماماً الأحداث كما جرت، لذا نرى فيه بعض التفاصيل الشخصية جداً التي تحدث خلف الأبواب المغلقة وهي غير موجودة بالكتاب لأن أحداً لم يسمع بها، مثل لقاءات رينيرا وأليسنت السرية، أو مشهد أيغون ولاريس لوحدهما، أو هنا ذهاب تايلاند وليس أوتو. لذا فإن المسلسل يسرد ما حدث حقاً في التاريخ.

وبالحديث عن أوتو، كانت رؤيته باللحظات الأخيرة من الحلقة مثيرة للاهتمام، حيث تبين أنه سجين! ولهذا لم يكن يرد على رسائل أليسنت ولم يحضر بعدما حاول إيموند استدعائه. كل هذا لم يكن بالكتب لذا سيكون من المثير للاهتمام معرفة إلى أين تتجه قصته، ومن حقاً قام بسجنه طيلة هذا الوقت!

وهذا بالطبع ليس لصالح أيموند الذي كان سيستفيد من وجود جده إلى جانبه، حيث بدأ يفقد السيطرة على أعصابه أمام الآخرين مع شعورده بالتهديد أكثر فأكثر. كان يعتبر نفسه دائماً بأنه شخص لا يقهر بفضل تنينته فيغار التي لا يضاهيها أي تنين، لكن لأول مرة يدرك أنه ليس منيعاً وأن هناك تنانين أخرى لم يكن يحسب لها حساب قادرة على تدميرهما. لم نره في تلك الحالة المضطربة منذ كان صغيراً، وربما في مشاهده في دار البغاء حيث يعطي نفسه حرية البكاء والشعور بالحزن على نفسه، لكن ليس بالعلن. ونرى ذلك بشكل أوضح عندما يحاول أن يرغم هيلينا على امتطاء تنينتها فاير عندما يشدها من يدها قبل أن توقفه أليسنت، ثم لاحقاً عندما يحاول إقناع هيلينا بالمنطق أولاً قبل أن يفقد أعصابه ويهددها بالقتل قبل أن تضعه عند حده.

وبالحديث عن هيلينا، تكشف لنا هذه الحلقة أنها تمتلك قدرات أقوى بكثير مما كنا نتوقع، يبدو أن رؤاها جعلتها ترى ما سيحدث بهذه الحرب، وكيف سيموت كل فرد فيهم، وكيف أن أيغون سيعود في نهاية المطاف ليأخذ العرش من رينيرا. حتى أنها استطاعت دخول رؤيا دايمون نفسه بالوقت الفعلي لتحدثه مباشرة عندما جعلته آليس يرى المستقبل الحقيقي. وهذه قدرات قوية جداً. من المثير للاهتمام رؤية إلى أي مدى قد يطورون شخصيتها خاصة أنها مختلفة هنا عن الكتاب حيث كانت شخصية هامشية يصيبها الجنون بعد موت ابنها. لكنها هنا قد تلعب دوراً أكبر خاصة وأن دايمون عرف الآن أنها تمتلك تلك الرؤى وربما سيريد أن تكون إلى جانبهم لاحقاً.

أحد المشاهد القوية في هذه الحلقة كانت رؤيا دايمون، التي كانت بمثابة جلسة مشاهدة سريعة لكل حلقا مسلسل Game of Thrones وروايات جورج آر آر مارتن. بدأنا نرى أهداف آليس البعيدة، كانت تمهد له الطريق لهذه اللحظة، لكي يعرف الحقيقة وأنه مجرد بيدق في لعبة أكبر بكثير (كما تقول له هيلينا أيضاً: "إنها قصة، وأنت مجرد جزء منها، تعرف دورك، وما عليك فعله"). وكانت تلك هي اللحظة الأخيرة التي قلبت دايمون تماماً. لكن للأسف لم تكن اللحظة التي يعلن فيها ولاءه لرينيرا قوية أو مفاجئة، حيث أن حبكة دايمون بالتحديد كانت الأسوأ هذا الموسم، بالرغم من أنها أوصلته إلى حيث يجب أن يكون، إلا أنه كان يمكن اختصارها بحلقة أو اثنتين على أكثر تقدير، لكنه علق طيلة هذا الموسم كشخصية ثانوية بغيضة وأنانية تسير في كل حلقة نصف خطوة وصولاً إلى هذه اللحظة.

ونظراً لأننا لا زلنا نتحدث عن السود، لا بد أن نتحدث عن فرسان التنانين الجدد، والذين بدلاً من محاولتهم تعلم كيفية امتطاء التنانين والتحدث معها نجد أولف وهيو في غرفة المجلس حيث يتصرف أولف بطريقة وقحة جداً تنبئ بالكثير من المشاكل التي قد تحدث لاحقاً، وتعزز من واقعية مخاوف جيس التي أعرب عنها الحلقة الماضية، ففي حين لا زال هيو يتصرف ببعض الاحترام، نجد أولف يتحدث باستهتار مع جيس كما لو أنه من العامة حتى أنه يلمس شعره "الأسود" مما يضرب وتراً حساساً لدى جيس. يعزز هذا المشهد صحة تخوفات وشكوك جيس بأن أولئك "الفرسان" الجدد قد يكونون ورقة خطيرة عليهم بالمستقبل، عندما يمتلك كل منهم تنيناً عملاقاً كيف يمكن أن تضمن رينيرا ألا ينقلبوا عليها في لحظة حاسمة. ربما كان آدم هو الأكثر ثقة وإخلاصاً بين الثلاثة، فحتى هيو المطرقة يبدو أنه نظر بتردد إلى رينيرا عندما قالت أن عليهم قتل بعض الأبرياء مما يجعله تهديداً محتملاً.

وبالحديث عن آدم، كان من المثير للاهتمام كيف أن كورليس لا زال يخفي عن رينيرا حقيقة أنه ابنه، لكن بعد كل التكتم الذي حافظ عليه كورليس طيلة هذا الوقت، كانت أحد أبرز المشاهد بالحلقة لحظة مواجهة آلين لكورليس بالحقيقة. لقد اكتفى من التظاهر واللف والدوران وواجه كورليس بالحقيقة التي كان يتعامى عنها: لقد أنجبهم ورماهم للفقر والعوز، كان يسير بين الفقراء مرتدياً ملابسه الدافئة ويشتري لحومه اللذيذة في وقت كان آلين وآدم يتضوران جوعاً وبرداً، ويعيشان بالعار لأنهما لقيطان، والحقيقة الأكثر إيلاماً هو أنه يدرك أن كورليس ما كان ليهتم لأمره لولا أنه خسر كل ورثته. إن السبب الذي يجعله يخدم كورليس الآن هو الواجب فقط، وهو لا يريد منه شيئاً. آمل أن تتغير الأمور بينهما خاصة مع خوضهما الآن رحلة محفوفة بالمخاطر نحو حرب دموية، ولطالما خلقت الحروب أقرب الأصدقاء بالسلاح.

ونصل الآن إلى أيغون، يمكن القول أن الممثل توم غلين-كارني حصل على فرصة للتألق بأدائه من اللحظة التي أصيب فيها وتشوه، وفي هذه الحلقة يقدم أداءً رائعاً وحتى مضحكاً في قلب السوداوية في مشهده مع لاريس. إن لاريس مع دهائه المعهود يرى الصورة الأشمل ويدرك أن بدء فقدان أيموند سيطرته على نفسه، وحصول رينيرا على فرسان تنانين جدد سيحول كينغز لاندينغ إلى ساحة معركة لن تخلف سوى الموت، فيقنع أيغون بالهروب للوقت الحالي وتركهم يقتلون بعضهم بعضاً، ثم العودة عندما تهدأ الأمور ليكون بمثابة الخلاص لمن تبقى من الشعب، فيكشف له ماذا فعل حقاً بأموال عائلته التي بدلاً من إحضارها إلى كينغز لاندينغ كما ظن سايمون، قام بنقلها إلى البنك الحديدي في برافوس. وبعد مقاومة الأمر قليلاً، يرضخ أيغون أخيراً كما رأينا بنهاية الحلقة. تختلف الأحداث هنا عن الرواية، حيث أن أيغون في الكتاب كان لا يزال يتعافى بهذه المرحلة، بل أنه استمر لعام كامل يعيش على المسكنات حتى يستعيد قوته، لكن هنا أسرعوا كثيراً بقصة شفائه.

يمكن القول أن المشهد الأخير الممتد على 4 دقائق فقط هو الأفضل بالحلقة بأكملها، وإن كان مخيباً أنه لم تتبعه أية معارك.

ولحسن حظه كان هذا ما حدث، حيث أن أليسنت التي تسكرت كل السبل في وجهها تجد أن الحل الوحيد هو طلب مغفرة رينيرا، على أمل أن تسمح لها هي وهيلينا وطفلتها الصغيرة بالعيش بعيداً عن كل الدماء. كان تغير أليسنت قد بدأ من اللحظة التي التقت فيها رينيرا في بداية الموسم واكتشفت خطأها، ثم تغيرت تماماً لاحقاً عندما خرجت في نزهتها الحلقة الماضية. إنها تلتمس أية مشاعر متبقية لدى رينيرا منذ صداقتهما القديمة، مثلما فعلت رينيرا قبلها، ولكن مثلما قالت لها أليسنت يومها تقول رينيرا أيضاً: لقد فات الأوان على ذلك. كان الحوار بينهما من أبرز المشاهد بالحلقة، ويسلط الضوء على المدى الكبير الذي تغيرت به شخصية كل منهما، وفي نفس الوقت كيف أنه رغم كل شيء لا زالتا تأملان ألا تكون هناك الكثير من الدماء، وإن كان في على حساب رأس أيغون ونظرة التاريخ إلى أليسنت. لكن بالطبع نعرف بالفعل أن هذه المساعي النبيلة لن تتحقق في نهاية المطاف.

يمكن القول أن المشهد الأخير الممتد على 4 دقائق فقط هو الأفضل بالحلقة بأكملها، وإن كان مخيباً أنه لم تتبعه أية معارك. لكنه كان بمثابة لوحة فنية متحركة تستعرض كل العائلات التي تزحف نحو المعركة الحاسمة. الموسيقى التصويرية الرائعة كانت العنصر الأبرز في هذا المشهد، حيث تغيرت الإيقاعات والألحان بسلاسة مع انتقال الكاميرا بين كل عائلة لتقدم لنا سيمفونية حماسية تعكس موسيقى كل منها. لحن هايتاور المهيب مع زحف الجيش يطير فوقهم دايرون شقيق أيغون وأيموند الأصغر والذي يظهر أخيراً ممتطياً تنينه تيساريون، ثم موسيقى ستارك التي تعلن وصول جيشهم من كبار السن من الشمال، يليهم ألحان لانيستر مع وصول الجيش إلى ريفرلاندز، ثم أسطول المدن الحرة بقيادة تايلاند متجهين نحو أسطول كورليس، ثم لاينا التي تصل وأخيراً إلى شيبستيلر، والكثير من اللقطات المختلفة الأخرى، مع تنقل الموسيقى بسلاسة بين كل عائلة وحتى امتزاج لحنين مختلفين في لحن واحد في بعض اللحظات. ... كل هذه اللقطات اجتمعت في مشهد واحد لا يُنسى ليشكل بذلك أحد أقوى المشاهد بالموسم بأكمله. ومع ذلك، كان من المؤسف أن هذا المشهد لم يتوج بمعركة ملحمية، حيث اقتصر دوره على تهيئة الأجواء للمواسم القادمة. هذا الإهدار للإمكانات جعلنا نشعر بخيبة أمل.

كان بإمكان الحلقة الأخيرة أن تكون لحظة فارقة في المسلسل، لكنها للأسف فشلت في تحقيق ذلك. فبعد موسم كامل من البناء والتخطيط والخيانات والدسائس، كانت الفرصة سانحة لتقديم معركة ملحمية تبقى عالقة في الأذهان وتعوض كل ذاك الانتظار. لكن بالرغم من أنها كانت تضم الكثير من اللحظات الفارقة والأحداث المهمة التي ستؤثر على مجرى الأحداث مستقبلاً، إلا أن الحلقة الأخيرة للأسف جاءت مخيبة للآمال، والتي تقدم خاتمة تبدو كعرض تشويقي أكثر منها نهاية مشوقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا