العاب / IGN

مراجعة الحلقة 1 من الموسم 2 من House Of The Dragon

تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق للحلقة الأولى من الموسم الثاني من House of the Dragon.


بعد انتظار دام قرابة عامين، يعود مسلسل House Of The Dragon بموسمه الثاني بقوة من اللحظات الأولى. ففي حين أخذ الموسم الأول وقته للتمهيد لحرب التارغاريان الأهلية التي تسمى "رقصة التنانين"، وانتهاء الحلقة الأخيرة منه بلحظة حاسمة مع موت لوسيريس (إيليو غرينهولت)، تبدأ الحلقة الأولى من الموسم الثاني بعنوان A Son for a Son مباشرة بعد أحداث الموسم الأول، مع المخاطر في أعلى مستوياتها، حيث نشعر بالتوتر يحيط بالأجواء والجميع يترقب الخطوات القادمة التي مهما كانت صعبة أو سهلة، ستقود نحو الموت فحسب.

أولاً أريد أن أبدأ بشارة البداية، والتي تم تصميمها بشكل رائع للغاية بشكل يشبه اللوحة الفنية المطرزة باليد والتي تسرد لنا الأحداث من دون أي كلمة، مع تلطخها بالدماء مع كل قطبة جديدة، ترافقها الموسيقى التصويرية الرائعة التي نحبها جميعاً منذ مسلسل Game of Thrones.

والأمر الرائع الآخر في هذه الحلقة هي أنها تعيدنا من المشاهد الأولى إلى البداية، إلى الأراضي الثلجية والجدار ووينترفيل وآل ستارك، مدخلنا إلى عالم الجليد والنار. كان من الرائع رؤية آل ستارك مرة أخرى، حيث نرى كريغان ستارك (توم تايلور) يشرح لضيفه جاكيريس فيليريان (هاري كوليت) أن الواجب هو التضحية، أكبر من كل شيء آخر حتى الدماء. ويؤكد أن ولاءهم لم يتغير لأنهم يلتزمون بكلمتهم. آمل أن نرى المزيد من وينترفيل أو على الأقل من آل ستارك في الحلقات القادمة. ربما بعض الذئاب الرائعة التي تحارب إلى جانب السود؟

ومن ناحية أخرى، تنقلنا الحلقة بين البيض والسود والمؤامرات التي يتم حبكها بين الرجال، ففي حين نرى دايمون (مات سميث) يريد أن تنضم إليه رينيس (أيف بيست) لقتل التنين فيغار، ويبدأ المجلس بتعداد التنانين المتاحة بين أيديهم، نرى في كينغزلاندنغ حتى الملك أيغون يريد حرق الأساطيل التي تحاصرهم بالتنانين، لكن في نفس الوقت كيف أن كلا الامرأتين المعنيتين: رينيرا وأليسنت، هما الوحيدتان اللتان تدركان مدى خطورة إشراك التنانين في هذه الحرب، وتحاولان حتى اللحظات الأخيرة بالحلقة جعلها الملاذ الأخير للحرب، ومحاولة كل الطرق الأخرى الممكنة قبل ذلك.

لكن يجدر القول أن الجانب السلبي الوحيد لهذا الأمر هو أنه يجعل وتيرة الحلقة متباطئة بعض الشيء، مع القليل من الآكشن خاصة بالنصف الأول منها، حيث نضيع بين الحوارات والنقاشات والتخطيط للحرب القادمة. لدرجة أنه على مدار الحلقة، نرى رينيرا (إيما دارسي) صامتة بالكامل، وهي تحاول تتبع مسار رحلة ابنها بحثاً عن بقاياه أو أي دليل أنه مات فعلاً، ولا تتفوه في نهاية المطاف سوى بثلاث كلمات خلال الحلقة برمتها عندما تتأكد أن صغيرها مات حقاً: "أريد أيموند تارغاريان". هذه هي الكلمات الوحيدة التي تنطقها بالحلقة. كلا... هي لم يصبها الجنون وتمتطي تنينها وتذهب لحرق الجميع عن بكرة أبيهم، بل حافظت على تماسكها ولم ترد الانتقام سوى من أيموند الذي كان السبب بموته.

أعلن من الآن أنني أقف إلى جانب فريق السود، لا أقصد القول هنا أن جميع الخضر سيئين وجميع السود ذوي قلوب طيبة، بل فقط السبب هو لأننا نعرف ما حدث وراء الكواليس وأن رينيرا يجب أن تكون حقاً هي الوريثة الفعلية فأنا إلى صفها. لكن يجدر الاعتراف أن لكلا الطرفين مبرراته التي لو رأيناها من منظوره سنقتنع بها. فعلى الرغم من أن أليسنت قامت بالعديد من الأشياء السيئة التي تناقض بعضاً من قناعاتها أحياناً مثل علاقتها مع السير كريستن كول (فابيان فرانكل) بعدما لامت رينيرا على القيام بنفس الشيء، إلا أنها بشكل عام إنسانة ذات دوافع طيبة وتحاول جاهدة ألا تؤذي صديقتها القديمة وابنة زوجها التي أحبها حباً جماً، ولولا قناعتها أن فيسيريس كان يتحدث عن ابنها أيغون وليس أيغون الفاتح لما كانت ستقف في وجه رينيرا على الأرجح. حتى أنها تشعل شمعة على روح لوسيريس (إيليو غرينهولت). وكان ذلك المشهد الذي يتنقل بين أليسنت التي تشعل الشموع على أرواح من ماتوا، ورينيرا وعائلتها وهم يحرقون متعلقات خاصة بلوسيريس كنوع من الوداع الأخير له، لمسة رائعة لتستعرض الألم الذي يمتد بين الجميع.

وحتى إيغون (توم غلين كارني)، وبالرغم من كل لا مبالاته التي نراها، إلا أنه يحاول أحياناً القيام بالأمر الصحيح، حيث نراه عندما يحل مشاكل الرعية يحاول أن يقوم بالأمر الصحيح، فعندما يطلب أحد رعاة الماشية المسكين عودة ماشيته التي أخذها التاج، يعده إيغون بإعادتها قبل أن يتجه نحوه مساعده وجده أوتو هايتاور (ايس إيفانز) ليذكره أنهم بحاجة للماشية من أجل التنانين.

ونصل إلى المشهد الأهم في هذه الحلقة: مقتل المسكين جيهيريس. كان من المهم جداً تنفيذ المشهد بالشكل الصحيح. ففي نهاية المطاف، اعتدنا من عالم الجليد والنار على المشاهد الصادمة، مثل قطع رأس نيد ستارك و "الزفاف الأحمر" وما إلى ذلك، لذا كان House Of The Dragon بحاجة إلى القيام بذلك المشهد جيداً ليرتقي لمستوى السلسلة. وقد فعلت الحلقة ذلك لحسن الحظ، وإن كان بشكل مختلف عن الكتب.

للحديث عن الاختلافات بين الكتاب والمسلسل، يجدر أن نتذكر أولاً وقبل كل شيء أن رواية Fire & Blood للمؤلف جورج آر آر مارتن كُتبت على أنها كتاب تاريخ يسرد أحداث صعود وسقوط عائلة تارغاريان، وتمت صياغتها من قبل مؤرخي ويستيروس الذين كانت لديهم عدة وجهات نظر لكل حدث من الأحداث، مع الكثير من الأسئلة والفراغات التي لم يتمكنوا من ملئها. في حين أن المسلسل يحمل على عاتقه مهمة سرد الأحداث الفعلية التي حدثت، وكل ما نراه على يجب أن يكون هو ما حدث حقاً، لذا فإن هناك بعض الاختلافات عن المادة المصدر.

في المسلسل، يأخذ دايمون أوامر رينيرا حرفياً ويتجه على الفور إلى كينغز لاندينغ ويلتقي بشخصيتين، الأول من حرس المدينة الذي كان تحت أمرته سابقاً والمعروف بالكتب باسم "دماء"، وصائد جرذان يعرف بالكتب باسم "جبنة"، بالرغم من أنه لم يتم ذكر اسميهما بالمسلسل بعد. ويتلقيان الأمر: "اقتلا أيموند" وعندما يسألانه ماذا يفعلان إذا لم يعثرا عليه، لم نسمع إجابته عندها، لكن يتبين لاحقاً أنه يقول لهما "ابن مقابل ابن". وهكذا تُمضي الحلقة الفصل الأخير منها. يتسلل الاثنان إلى القصر ويصعدان إلى غرف العائلة المالكة، لكن عندما لا يتمكنا من العثور على أيموند، يصادفان الملكة هيلينا (فيا سابان) وتوأميها: ابنها جيهيريس وابنتها جيهيرا.

ونظراً لأن دايمون طالب بـ "ابن" يسألان هيلينا أياهما الصبي، وفيما كان أمراً مفاجئاً، تشير هيلينا إلى الصبي، ويقول "جبنة" إنها تقول الصدق، فيتجهان نحو الطفل النائم بهدوء وينحران رقبته. وفي حين أننا لا نرى المشهد الدموي إلا أننا نسمع صوت ذلك بكل وضوح مؤلم. وسرعان ما تتجه هيلينا نحو طفلتها النائمة بالسرير الآخر وتحملها وتخرج مسرعة من الغرفة نحو غرفة والدتها، التي نراها، للمرة الثانية، مع السير كريستن، وتقول لوالدتها كما لو أنه غير موجود: "لقد قتلوا الصبي"، في عبارة أكدت لأي شخص كان يشك أنها أشارت لابنتها بأنها فعلاً كانت صادقة بإجابتها.

لكن ما تختلف به الكتب هو أنه في ذلك المشهد يكون إيغون قد أنجب 3 أطفال، التوأم اللذان يبلغان 6 أعوام بالإضافة إلى طفل ثالث يدعى مايلور يبلغ عامين، وعندما يصل دماء وجبنة إليها، يخيرانها أي من ولديها تختار له الموت، وبعد تشير إلى ابنها الصغير مايلور، ربما في اعتقاد أنه لا يزال صغيراً ولن يشعر بالخوف، أو حفاظاً على السلالة نظراً لأن جيهيريس هو وريث إيغون. لكن بدلاً من قتل مايلور، يتجه دماء وجبنة إلى جيهيريس ويقتلانه، وهكذا تمر السنون بهيلينا وهي لا تستطيع أن تنظر بعيني مايلور مرة أخرى.

على أية حال، بغض النظر عن طريقة سير الأمور في هذه الحلقة، إلا أننا يجب أن ننتبه أكثر إلى هيلينا، والتي يبدو أن لديها قدرة ما بالتنبؤ، حيث قالت في بداية الحلقة أنها خائفة من الفئران، وفي نهاية الحلقة كان صائد الفئران هو من قتل ابنها. لا نعرف كيف ستسير الأمور لاحقاً، لكن ربما ستتقارب أليسينت مع ابنتها الآن خاصة مع ابتعاد ابنيها عنها أكثر فأكثر. نعم، بالتأكيد أصبحت الآن الحرب هي الطريق الوحيد بعدما خسر كل طرف منهما طفلاً بريئاً، وبالرغم من محاولات أليسينت ورينيرا لإنهاء النزاع بشكل سلمي، إلا أن رقصة التنانين النارية قد بدأت الآن بشكل فعلي.


بعد انتظار دام قرابة عامين، يعود مسلسل House Of The Dragon بموسمه الثاني بقوة من اللحظات الأولى مع حلقة A Son for a Son، والتي بالرغم من أنها كانت بمثابة الهدوء ما قبل العاصفة، إلا أن الأجواء المشحونة للغاية، والمؤامرات والدسائس من كل حدب وصوب، والمشهد الختامي الصادم، كل ذلك يبشر بأن رقصة التنانين بدأت، والنيران التي بدأت تشتعل، لن يتمكن شيء من إطفائها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا