العاب / IGN

مراجعة Alien: Romulus

أود أن أدعو أي شخص مندهش لسماع أن المخرج فيدي آلفاريز سيخرج Alien للتوقف عن قراءة هذه المراجعة والذهاب لمشاهدة فيلمه The Evil Dead لعام 2013 (ولكن، أن يعود لإكمال القراءة بعد ذلك). حيث كانت تلك هي المرة الأولى منذ 20 عاماً التي يتم فيها فتح كتاب استحضار الأرواح المعروف باسم كتاب العزيف (Necronomicon)، وقد علّق عشاق الرعب آمالهم حول استمرارية السلسلة المحبوبة على جهود هذا المخرج الشاب. تمت مكافأة هذه الثقة بأحد أنجح أفلام الرعب المجددة على الإطلاق، وقدرة هذا المخرج على تكريم نص من هذا النوع تبجله قاعدة المعجبين وفي نفس الوقت إضفاء لمسة عصرية عليه هي التفسير الأوضح لنجاح Alien: Romulus. مثل طفل في كابوس فرويدي من متجر الحلوى، يستمتع ألفاريز بوجبة من رموز وأيقونات ومخلوقات سلسلة Alien بسعادة غامرة، حتى وخاصة في مشاهد الفوضى التي تسحق العظام. يستخدم فيلم Alien: Romulus العناصر الأكثر فعالية وتركيزاً من سلسلة الأفلام. وبمجرد أن يبدأ لا يوقفه شيء.

يقدم فيلم Alien: Romulus من بدايته وحتى نهايته تصميم إنتاج يُضرب فيه المثل، والذي على الرغم من أنه يشير إلى ما سيأتي في فيلم Aliens الذي تدور أحداثه في المستقبل، إلا أنه يدين بشكل أكبر لتصميم إنتاج فيلم ريدلي سكوت الأصلي. حيث يقدم الفيلم نسخة مطابقة بشكل رائع للأجواء المستقبلية الصناعية التي رأيناها في مواقع الفيلم الأصلي التي صممها مصمم الإنتاج مايكل سيمور في محطة Renaissance المعطلة، الملونة بالأضواء الحمراء التحذيرية واللون الأسود للمخلوقات الفضائية وهي تدخل ذاك المشهد وتثير التهديد أكثر من أي وقت مضى. يمثل Alien: Romulus أيضاً بشكل لا يمكن إنكاره مزيجاً قوياً من الصور المولدة بواسطة الكمبيوتر وبين المؤثرات العملية المستخدمة لإضفاء الحياة على مواقعه ومخلوقاته وتأثيرات التعرض للإصابات. يقول المثل أن أفضل الرسوم المولدة بالكمبيوتر هي تلك التي لا تلاحظها، وقد حقق الفريق هنا مزيجاً سلساً إلى حد كبير من كل هذه العناصر. إن المفارقة هنا هي أنني مضطر إلى التناقض مع نفسي على الفور: فهناك عدة مرات (وخاصة في الفصل الثالث) يمكنك فيها أن ترى بوضوح أن ألفاريز يعرض لقطات مقربة لرؤوس كائنات فضائية مزيفة يتم تفجيرها. ولكن تلك اللحظات، أو الأوقات التي يمكنك فيها ملاحظة استخدام مجسم مصغر، تقوم بعمل رائع بتذكيرنا بأول فيلمين من السلسلة مثله مثل أي عبارة شهيرة أو لقطة أعيد تجسيدها من تلك الأفلام.

يسمح ألفاريز لفيلم Romulus بالتنفس خلال الفصل الأول، حيث يستغرق وقتاً لتأسيس العلاقة المركزية بين رين (كيلي سبايني) والروبوت آندي (دانييل جونسون)، اللذين يعيشان كشقيقين يعملان بالسخرة في مستعمرة جاكسون ستار التابعة لشركة ويلاند يوتاني. ومع رغبتهما اليائسة لمغادرة المستعمرة الكئيبة التي لا تشرق عليها الشمس، والتي يصورها ألفاريز كجحيم معدني يليق بمشهد مستقبلي من Terminator، تتواصل رين وآندي مرة أخرى مع أصدقائهما القدامى: طاقم سفينة كوربيلان 4. تتمكن رين بفضل طبيعتها الذكية ورغبتها بحماية أخيها الاصطناعي من جذب محبة الجمهور بسرعة، وبالنسبة للأداء التمثيلي فإن سبايني تقوم بعمل رائع بإضفاء الواقعية على شخصية رين كفتاة يافعة تعيش بالرعب لحظة بلحظة وتغوص لأول مرة في العالم الكبير المخيف وتجد أنه أسوأ مما كان يمكن أن يتخيله.

من الحكمة ألا نتعلق بأي شخصية تتحدث في الغالب بالنكات أو تشرح الأمور أكثر من اللازم.

تركز راين بشكل كبير على إيجاد الحلول، مما يمنحها الكثير من اللحظات البطولية مع تقدم الفيلم، لكن السيناريو الذي يأتي من تأليف ألفاريز ورودو ساياجيس لا يترك مساحة كبيرة لها للتغيير على طول الطريق، أو على الأقل لتسليط الضوء على ما يجعلها مرنة للغاية في المقام الأول. أما جونسون فهو ينتهي به الأمر إلى السير على الخط الرفيع الفاصل الأكثر صعوبة في أدائه، حيث يوازن باستمرار بين التردد الطفولي والكفاءة الباردة، ويحاول الاختيار بين المعلومات التي يجب أن يقدمها وأي من توجيهاته الأساسية يجب أن يتبعها. لكن يبرع جونسون بإظهار جوهر آندي جيداً بمجرد أن يصبح هذا الصراع محورياً للحبكة. وتلك التحولات غير المتوقعة التي ترافق شخصية آندي لا تعمل فقط على زيادة التوتر، ولكنها أيضاً بمثابة مرآة ترى فيها الشخصيات البشرية أنفسها منعكسة من خلالها.

أما بالنسبة لطاقم السفينة كوربيلان، والمؤلف من الثنائي الشقيق تايلر (أرتشي رينو) وكاي (إيزابيلا ميرسيد)، وبيورن (سبايك فيرن) ونافارو (أيلين وو)، فإن الفيلم يستخدم نماذج شخصيات ستكون مألوفة على الفور لمحبي أفلام Alien. حيث يذكرنا تحفظ تايلر بدالاس، وجرأة بيورن ووشاحه يذكراننا بباركر من فيلم Alien وفاسكيز من فيلم Aliens... أعتقد وصلتكم الفكرة. وفي حين أن العديد من الأفلام في السلسلة لا تمس سوى السطح من تقاليد أفلام الرعب من نوع (سلاشر)، فإن فيلم Alien: Romulus يلتزم بشكل أكبر بالبنية الجوهرية لهذا النوع الفرعي من الأفلام أكثر من أي وقت مضى. وعلى هذا النحو، من الحكمة ألا نتعلق بأي شخصية تتحدث في الغالب بالنكات أو تشرح الأمور أكثر من اللازم. وتؤدي هذه الهيكلية في بعض الأحيان إلى تنبؤ الجمهور بما سيأتي بالحبكة، لكن ألفاريز يلقي ما يكفي من المفاجآت والتضليل للتعويض عن ذلك.

ينجح ألفاريز في تأسيس مجموعة الشخصيات بقوة ومن دون إسهاب، وخاصة أثناء رحلة كوربيلان إلى Renaissance، حيث تكشف المقاطع التي تعرض كل شخصية عن كيفية رد فعلها في المواقف العصيبة، مما يرسخ تلك الشخصيات قبل أن تسوء الأمور. أما إيزابيلا ميرسيد فقد حصلت على أكثر تجربة شخصية، حيث أمضت معظم الفيلم منفصلة عن المجموعة الرئيسية وتحاول اللحاق بالركب بطريقة مروعة بشكل متصاعد. وفي حين تعمل هذه المقاطع القصيرة بشكل جيد كمشاهد Alien مرعبة تحكي قصتها الخاصة بها، يجدر التنويه أنه مع ظهورها في الفصل الثاني فإنها تشتت التركيز قليلاً وتؤدي إلى بعض التعثر في وتيرة Romulus. لكن هذا لا يعني أنه لا فائدة من الطريقة التي تم بها إنفاق الوقت، حيث أن أجندة كاي أكثر تعقيداً من أجندة أصدقائها، مما يفتح الباب ليس فقط لأكثر المواقف جرأة في Romulus (والتي سأترك طبيعتها غامضة)، ولكن أيضاً للتحولات اللاحقة بالحبكة التي تتسبب بالمواجهة النهائية الجريئة والصاخبة والمتوترة بشكل هائل في الفيلم.

نادراً ما يتجنب فيلم Alien: Romulus أي فرصة للاحتفال بأسلافه، ويقوم ذلك بشكل رائع في الغالب، ولكن هناك حالة واحدة مهمة كان ذلك للأسوأ. لكن دعونا نركز أولاً على ما ينجح، والذي ينجح بشكل جيد: يفهم ألفاريز بالضبط كيف ومتى يستخدم أشهر الاستعارات الرمزية بسلسلة Alien. على الرغم من أن استكشاف الفريق الأولي لمحطة Renaissance المهجورة كان حدثاً صامتاً ومليئاً بالتوتر، إلا أنه يمكنك أن تشعر تحت السطح مباشرة بيد ألفاريز وهي تنشئ المكان مثل طفل يستعرض جميع ألعابه بحماس قبل أن يستقر على اللعبة التي يريد مشاركتها معك أولاً. مثل أنظمة التهوية، وغرف معادلة الضغط، والهراوات الصاعقة، وأجهزة استشعار الحركة، وربما تعديل غريب من قاذفة لهب إلى قاذفة التجميد هنا وهناك. لكن ألفاريز لا يقضي الكثير من الوقت بالتركيز على هذه الأشياء الجامدة، فهي تهدف فقط لأداء وظيفة وبالتالي لا نشعر وكأنها تتجاوز خط أن تكون موجودة لإرضاء المعجبين فقط من أجل إرضاء المعجبين.

حتى أن Romulus يجد مساحة كبيرة لدمج عناصر من لعبة Alien: Isolation الرائعة من Creative Assembly. سواء كانت نقاط الهاتف (registration points) التي يستخدمها ألفاريز أو الشعلات الضوئية التي يتم استخدامها لأغراض عملية ودفاعية ذكية، فإنها ترمز إلى أن استخدام أي شيء متعلق بسلسلة Alien هو شيء جيد، وهو أسلوب يدفع هذا الفيلم بأكمله إلى الأمام ويفتح أكثر منعطفات السرد إثارة للصدمة. بالطبع يجلب Romulus أيضاً عناصره وحيله الجديدة الخاصة به، وأهمها انعدام الجاذبية. من المحير أن ندرك أن السلسلة لم تستغل انعدام الجاذبية بشكل أكبر في الماضي، وقد تم استخدامها بشكل جيد هنا ليس فقط لإضفاء الإثارة على بعض مواجهات Xenomorph، ولكنها تُستخدم بشكل متكرر كعقبة موقوتة يتعين على الفريق التعامل معها بسبب محرك Renaissance المعطل.

يستخدم فيلم Alien: Romulus العناصر الأكثر فعالية وتركيزاً من سلسلة الأفلام.

ومع ذلك، وكما هو الحال مع شركة ويلاند يوتاني نفسها، لا يبدو أن فيلم Alien: Romulus قادر على التخلي عن بعض الأفكار التي تبدو في ظاهرها وكأنها متجهة إلى نهايات فوضوية. وكما ذكرت، فإن فيلم Romulus يتعامل مع معظم كشوفاته ببراعة في وقت مبكر، لكن ألفاريز يبالغ في تقدير قدراته ويلتزم بآلية سيئة للغاية لتوصيل هذه المعلومات بمجرد وصولنا إلى محطة Renaissance. أنا ألف وأدور حول التفاصيل تفادياً للحرق، لكنني على ثقة كبيرة من أنك ستعرف بالضبط ما أعنيه. وفي حين أن هذا الاختيار لا يعرقل فيلم Romulus بأي حال من الأحوال، فالفيلم يبرع جيداً بجوانب أخرى، لكن كان يمكن الاستغناء عنه، وهو الجزء الوحيد من الفيلم الذي يكسر بانتظام انسجامنا بالفيلم. وهذا يعني شيئاً ما ... فهذا فيلم عن كائنات فضائية قاتلة مثالية وراثياً بعد كل شيء.


- ترجمة ديما مهنا

يستحضر فيلم Alien: Romulus العناصر المميزة التي تنذر بالهلاك دائماً في هذه الأفلام. ويثبت المخرج فيدي ألفاريز أن فيلمه الريميك Evil Dead لم يكن محض صدفة: حيث يركز بسلاسة على السرد والمعايير البصرية التي تشتهر بها السلسلة ويحشدها لنهايات تخطف الأنفاس. ينحدر الفيلم في بعض الأحيان إلى مسار مسدود من حيث الوتيرة، ومن المؤسف أن أكثر الجسور جرأة التي تربطه بماضي السلسلة كان متهالكاً للغاية، ولكن هذه الأخطاء يمكن التغاضي عنها بالنظر إلى مدى الثقة والحكمة التي يتعامل بها ألفاريز في أماكن أخرى. بمساعدة مجموعة موهوبة من الممثلين الشباب وتصميم الإنتاج عالي الجودة، فإن نهج Alien: Romulus بالعودة إلى أساسيات أفلام الرعب الضخمة يلخص كل ما يحبه معجبو السلسلة في فيلم واحد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا