العاب / IGN

مراجعة Warhammer 40,000: Space Marine 2

مرحبًا بك في الألفية الثانية والأربعين خلال ما يعُرف باسم عصر Indomitus، حيث أطلق البشر حملة استمرت على مدار قرن كامل بهدف استعادة العوالم المفقودة من الأعداء الفضائيين وإنقاذها من حافة الانهيار، وبينما كنا على وشك إنهاء الحرب لصالحنا، ظهر جنس فضائي جديد يعرف باسم Tyranids من الجزء الغربي من المجرة وبأعداد مهولة تشبه أسراب الجراد، الأمر الذي تسبب في بدء حرب Tyrannic الرابعة، والتي يمكن وصفها بأقرب ما يكون لنهاية العالم.

ربما تدور أحداث Space Marine 2 في الفضاء الخارجي لكنها تقدم قصة متشعبة أقرب إلى روايات العصور الوسطى والحبكات الدرامية المعتمدة على الفصائل المتناحرة، والعلاقات المعقدة التي يعود تاريخها إلى سنوات - وفي حالتنا هنا ممتدة لقرون - إذ تم فجأة غزو نظام Recidious الخاضع لسيطرة الإمبراطورية فيما يبدو أنه غزو اعتيادي لفرض السيطرة والنفوذ وإيقاف تمدد البشر، ولكن تحت هذا الغطاء، هناك مشروع سري يدعى Project Aurora قد تمنح السيطرة عليه الغلبة للكائنات الفضائية لتدمير الإمبراطورية بالكامل.

يأخذ اللاعب دور القائد Titus، والذي تم سجنه بعد أحداث اللعبة الأولى بتهمة الهرطقة بسبب مقاومته لقوى الفوضى، وبعد أن استمر سجنه لقرن كامل شهد خلاله جميع أنواع التعذيب على يد المحقق ثراكس، اطلق سراحه وسمح له بالعودة لفصيله مرة أخرى، لكنه اختار الانضمام إلى Deathwatch لصيد وإبادة التهديدات الفضائية معتقدًا أن هذا يكفر عن الاتهامات والعار الذي تسبب فيه لفصيله الأصلي.

لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يتم تكليف القائد Titus بالذهاب إلى كوكب Kadaku للدفاع عنه دون أن يعلم حقيقة هذا الغزو، وبمجرد وصوله إلى الكوكب المشؤوم، يتم القضاء على فرقته بالكامل لكنه يتمكن من تفجير القنبلة الفيروسية التي بحوزته للقضاء على مخلوقات Tyranids التي ملأت أرجاء الكوكب، وفي المقابل، تعرض لإصابات مميتة كاد أن يفقد حياته على أثرها، لكن تم انقاذه من قبل قوات Ultramarines.

كانت الجروح في جسده مميتة مما تطلب إجراء عملية Rubicon Primaris، والتي - باختصار - قامت بتحويله إلى فئة النخبة من المقاتلين، حيث دروع أقوى وأسرع من فصيله السابق، ثم يتم إطلاعه على الموقف الحالي للإمبراطورية ويطلب منه العودة للقتال بجانب أخوته والقضاء على تهديدات Tyranids، ويرافقه في هذه الرحلة كل من الرقيب Gadriel والمقاتل Chairon خلال مغامرة تستمر لحوالي 8 ساعات، يزورون خلالها أكثر من كوكب ويواجهون جحافل الأعداء وأعدادهم المهولة بكل بسالة وإقدام.

يمكن القول أن قصة Space Marine 2 هي مزيج من الشجاعة والوفاء والشكوك والنبش في الماضي، يبدو Titus مثاليًا في دور القائد الشجاع الذي يقوم بتنفيذ أوامر روؤسائه، ولا يتردد في التعبير عن أرائه حتى وإن كانت لا تروق للآخرين، كما يفرض شخصيته القوية على جنوده ويلزمهم باتباع الأوامر تحت أي ظروف، لكن ماضيه الغامض ساهم في زيادة الريبة حوله ووضعه محل شك، مما ترتب عليه مفاجآت بعضها غير متوقع، ولحظات درامية تزيد من إثارة الأحداث وتجعلك متشوقًا لمعرفة حقيقته وما إذا كان يخفي أكثر مما يظهر، وعلى الرغم من كون طور الحملة قصيرًا نسبيًا ويهدف في المقام الأول لتعريفك على الفئات المختلفة وتدريبك للمواجهات الجماعية والتعاونية، إلا أن أحداثه مشوقة، وشخصياته مثيرة للاهتمام، ناهيك عن التصوير المتقن، والتصميم المبهر للعوالم الفضائية التي زرتها، والنطاق الشاسع الذي يجعلك تشعر بكونك ضئيلًا حتى وأن كنت ترتدي بدلة مدرعة ضخمة، وطريقة تجسيد المعارك والمشاهد السينمائية مما يجعلها مغامرة ملحمية منذ اللحظة الأولى حتى نهايتها، لا يعيب الحملة سوى كونها خطية تمامًا دون أي حيز للاستكشاف أو التطرق لمحتوى جانبي، بل تجبرك على الانتقال من نقطة لأخرى حيث تبادل أطراف الحديث مع رفقائك، وتلقي الأوامر الجديدة، ومن ثم الدخول في معركة مشتعلة للبقاء على قيد الحياة ضد الحشود التي تهاجم بضراوة، أو محاولة استعادة شخص ما من منطقة شديدة الحراسة.

نتحدث عن لعبة أكشن من المنظور الثالث تقدم تجربة أقرب ما يكون لألعاب Gears، حيث البدلات العملاقة والدروع القوية والأسلحة المصممة للتعامل مع مخلوقات فتاكة بعيدًا عن البشر، لذا تعتمد المعارك التي يخوضها تايتوس على مزيج من المشاجرة والأسلحة النارية، ويساعده شيرون وجادريل من خلال تحكم الذكاء الاصطناعي فيهما دون القدرة على توجيه أي أوامر لكليهما باستثناء قيامهم بإنقاذك وإعادتك لساحة المعركة عندما تسقط جريحًا، أو استبدالهما باثنين من أصدقائك وخوض أحداث القصة كاملة بشكل تعاوني مما سيزيد الوضع إثارة وسيرفع من مستوى الصعوبة بشكل تلقائي.

تختلف المعارك بحسب طبيعة الكوكب الذي تتواجد عليه ونوع الأعداء الذين تواجههم، العامل المشترك في جميع المواجهات هو أنك تواجه حشودًا بأعداد ضخمة في معارك ملحمية تجعلك تشعر دائمًا وكأنك على وشك فقدان حياتك في أي لحظة، لذا فالأسلحة النارية والقنابل والمتفجرات فعالة في مواجهة أعداء ضعفاء عن بعد مثل Tyranid Gaunts، حيث ستسقط العشرات منهم من خلال استمرار الضغط على الزناد حتى نفاد ذخيرتك، لكن الوضع يصبح أكثر تعقيدًا عن مواجهة Tyranid Warrior على سبيل المثال، حيث تتميز تلك المخلوقات بالقدرة على المراوغة والهجوم من مسافة بعيدة واستخدام الدروع لصد الرصاص، مما يلزم التعامل معهم باستخدام أسلحة المشاجرة كالخناجر والسيوف، والتي تعمل أيضًا كوسيلة لصد أي هجوم مباغت من مسافة بعيدة، وكمنقذ في حال حاصرك الأعداء من كل اتجاه ونفاد ذخيرتك بالكامل، وهو ما سيحدث كثيرًا، لكن لن تنجو في هذا الوضع إلا لثواني محدودة يتوجب عليك خلالها إعادة تعبئة سلاحك بالذخيرة والبحث عن المؤن المختلفة في الجوار للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول.

لديك باقة ضخمة ومتنوعة من الأسلحة تشمل البنادق الآلية والرشاشات وأسلحة القنص وأسلحة التي يمكن شحنها لإحداث ضررًا أكبر، ويختلف تأثير كل سلاح بحسب الخصم الذي تواجهه، لذا تمنحك اللعبة الفرصة لتغيير عتادك من حين لآخر، أما بداعي الاستكشاف والتعرف على الترسانة كاملة، أو للتعامل مع التهديدات المحيطة بشكل أفضل، يعمل كل سلاح بشكل رائع مع يد التحكم DualSense ويوفر مقاومة وشعورًا مختلفًا كلما ضغطت الزناد، ويظهر هذا الأمر جليًا في أسلحة المشاجرة تحديدًا.

تختلف طريقة تعاملك مع كل موقف بحسب نوع الأعداء الذين تواجههم، مهمتك هي القضاء على جحافل لا ترحم من المخلوقات التي تقودها غريزة البقاء والتي تمتلك ذكاءً جماعيًا، إذا تُركت دون رادع، يمكن أن تلتهم Tyranids أنظمة شمسية بأكملها وتشكل واحدة من أكبر التهديدات للمجرة، ولا تدخر Space Marine 2 أي جهد في وضع اللاعب في تحديات صعبة ومؤثرة طوال عمر قصتها وإرغامه على الابتكار وإيجاد حلولا لكل موقف، Spore Mines على سبيل المثال عبارة عن أكياس عائمة من الغاز المتفجر، تتمتع بذكاء بدائي كافٍ لإطلاق نفسها على الكائنات الحية قبل أن تنفجر، وفي حال كنت مشغولًا بالتهديدات الأخرى وغفلت عنها، سيضعك تأثيرها فيما يشبه الهلوسة ويجعل من الصعب ملاحظة أماكن تمركز الأعداء والقضاء عليهم بشكل صحيح، أما Rubric Marines فهم زملائك الذين وقعوا فريسة للأعداء وتحولوا إلى مقاتلين بلا روح يواجهونك بنفس العتاد الذي تستخدمه مع قدرات سحرية إضافية مما يجعل القضاء عليهم مهمة صعبة، في حين أن Lictor هم الأكثر خطورة في رأيي نظرًا لأنهم يستخدمون تمويهًا بيولوجيًا قويًا لإخفاء أنفسهم، مما يسمح لهم باغتيال القادة أولًا، الأمر الذي يعقد الموقف ويزيده صعوبة.

هناك تنوع كافٍ في الأعداء يجعل المزج بينهم في كل معركة يقدم تحديًا مختلفًا للاعب ورفاقه، ويجبرهم على التصرف بشكل مغاير للنجاة، فالقضاء على الأعداء الأكثر قوة لا يضمن لك النجاح في مسعاك دائمًا، وذلك نظرًا لأن عدو أصغر حجمًا قادر على إصابتك بدقة من مسافات بعيدة قد يدمر كل مجهوداتك في ثوانٍ لأنك غفلت عنه لصالح الخصوم الأكبر حجمًا، رغم ذلك، تتصرف بعض الوحدات في الشهور بشكل عشوائي أقرب إلى الغباء واللامبالاة، ولكن هذا لم يتكرر كثيرًا لحسن الحظ.

لا تقتصر نجاة اللاعب على أسلحته وزملائه فقط في ساحة المعركة، بل يمكنه استغلال تصميم البيئات للتنقل بين المواقع المختلفة وإعادة التزود بالذخيرة واستخدام المتفجرات المنتشرة بشكل عشوائي للقضاء على أعداد كبيرة من خصومك دفعة واحدة، ورغم محدودية الاستكشاف أو وجود طرق فرعية تضعك في مواجهات عشوائية كل فترة، إلا أن الانحراف عن الطريق المستهدف من حين لآخر يساهم في عثورك على عناصر ثمينة لاستعادة جزءًا من صحتك وأنت على وشك الانهيار، أو إعادة إحياء شخصيتك وهي ساقطة على الأرض دون الحاجة لانتظار العون من زملائك، أو بعض التسجيلات الصوتية الروتينية التي تسرد حقيقة ما حدث في موقع ما، أو حادثة سابقة مرتبطة بالقصة بشكل غير مباشر.

يمكن الوصول لمحتوى اللعبة كاملة من خلال التجول في محطة الفضاء الرئيسية وليس من خلال شاشة البداية، ويتم فتح أوضاع اللعب الجماعي والتعاوني بعد إنهاء الحملة أولًا، هناك ثلاث كواكب رئيسية كل منها يستضيف عددًا من المهم أو خرائط اللعب الجماعي، ولا يتم التعرف على الفئات الرئيسية المتاحة للعب بشكل حقيقي إلا بعد إنهاء طور القصة، إذ تحصل شخصيتك في الحملة على عتاد منوع من حين لآخر وليس مخصص يعكس طريقة لعب شخصية بعينها، مثل jetpack التي تسمح لك بالقفز لمناطق لم يكن متاحًا الوصول لها من قبل وتوفير أسلوب لعب عمودي، أو الدروع التي تعمل على توفير حماية أكبر لك ولزملائك.


ستتعرف على مزايا الفصائل الستة المتاحة للعب بالتفصيل من خلال التطرق لطور Operations بعد إنهاء الحملة، هذا هو طور اللعب PvE الذي يضعك في مهام خطية على غرار القصة مع أهداف منوعة يمكن لعبها بشكل فردي أو تعاوني أيضًا. لدى كل فصيل سلاح ثقيل وآخر خفيف بالإضافة لأسلحة المشاجرة، وقدرة رئيسية تميزه عن غيره من الفصائل الأخرى، Tactical على سبيل المثال لديه القدرة على إظهار أماكن الأعداء ويساعدك على كشف ساحة المعركة في الاشتباكات الضخمة، بينما يتميز Bulwark بقدرته على استعادة الدروع لكل أعضاء الفريق في منطقة محددة، في حين أن Heavy يقوم ببناء حاجز قوي يعمل على صد كل الهجمات بعيدة المدى مما يمنح الفريق متنفس لإعادة ترتيب أوراقه.

يوفر كل فصيل طريقة لعب مختلفة بحسب الدور الذي يقدمه، وعند اللعب تعاونيًا مع الأصدقاء يمكن للمزيج المثالي أن يمنحكم الأريحية في التغلب على كل تهديد بسلاسة دون أي تعقيدات، في حين أن الاختيارات الخاطئة ستجعلكم هدفًا سهل المنال للأعداء الذين يعملون على تغيير استراتيجيتهم بسرعة كبيرة بناءً على اختيارات اللاعبين وبحسب مستوى الصعوبة المختار. لدى اللاعب مطلق الحرية في تخصيص الفئة التي اختارها بشكل شامل، بدءًا من السلاح الأساسي والفرعي وأسلحة المشاجرة، وتجهيز 3 قوائم بعتاد مختلفة للوصول إليها سريعًا في كل مباراة جديدة يخوضها، وتمتد خيارات التخصيص لتشمل الدروع والعناصر التجميلية والتي يمكن فتحها من خلال العملة المكتسبة من المباريات التي تخوضها تعاونيًا أو جماعيًا ليمتلك مقاتلك مظهر مميز يعكس شخصيتك وطريقة لعبك.

طور اللعب الثالث والأخير هو Eternal War، هذا هو طور PvP حيث تخوض مباريات جماعية ضد لاعبين آخرين، ولسوء الحظ، لم أتمكن من تجربته على الإطلاق بسبب عدم وجود عدد كافٍ من اللاعبين نظرًا لأن العنوان سيصدر بعد 6 أيام بشكل رسمي، رغم ذلك، هناك 3 أوضاع لعب متاحة تشمل Seize Ground و Capture and Control و Annihilation، مع إمكانية البحث عن المباريات عشوائيًا والالتحاق بأي وضع لعب متاح، إذ تدعم جميعها حتى 12 لاعبًا.

لدى اللعبة اثنين من الأوضاع الرسومية للاختيار من بينها، يتيح وضع الجودة دقة 4K بمعدل 30 إطارًا في الثانية على PlayStation 5 ولكن في لعبة معتمدة على الحشود والأعداد المهولة سيكون من الصعب خوض أحداثها كاملة باستخدام هذا الخيار، ويتيح وضع الأداء حتى 60 إطارًا في الثانية بدقة 1080 بكسل، ولكن على أرض الواقع يصل وضع الأداء لمعدل 60 إطارًا في أوقات قليلة للغاية، وغالبًا ما تعمل اللعبة بمعدل يتراوح ما بين 40 إطارًا أو أكثر قليلًا، وبالنظر لطريقة تصميم البيئات وحجم الانفجارات وأعداد الحشود المهولة في كل معركة، يبدو الأداء منطقيًا ومقبولًا بشكل عام، ولم أعاني من مشاكل تقنية حادة طوال مدة تجربتي للعنوان.

قدم العنوان أداءًا رسوميًا مثيرًا للإعجاب، مع نطاق شاسع لكل بيئة وسيناريو مختلف يحدث في الخلفية بينما تشق طريقك وسط الحشد بكل شراسة وقوة كما لو أنك في سينمائي استهلك 90% من ميزانيته على المؤثرات البصرية. انفجارات مستمرة على طول الطريق واشتباكات مميتة ومفصلة بصورة سينمائية، وأصوات تشعرك بأنك محاصر من كل اتجاه ولا مهرب أمامك سوى الصمود وإنجاز المهمة، شاب هذا الأمر فقط غياب اللغة العربية عن العنوان تمامًا، سواء الترجمة أو الدبلجة، وهي سلبية لا يمكن الإغفال عنها بعد الدعم المميز لمنطقتنا من معظم شركات النشر واستوديوهات التطوير في السنوات الأخيرة.

تضعك Space Marine 2 في أجواء ملحمية من اللحظة الأولى حتى نهاية قصتها، مع معارك ضارية بمشاركة المئات من الأعداء فيما يبدو وأنها معركة نهاية العالم، وأسلحة وأدوات منوعة تمنحك الفرصة لتغيير أسلوب لعبك في كل مرحلة أكثر من مرة، و ستة فئات متاحة للعب مما يمنحك أنت وأصدقائك خيارات مختلفة في اللعب التعاوني، ومستوى رسومي مبهر يساعد على الانغماس مع أحداث القصة المشوقة، وأطوار PvE و PvP تبقيك مشغولًا لساعات بعد إنهاء الحملة، كل هذا إذا استطعت التغاضي عن القصة القصيرة، والمراحل الخطية دون أي مساحة للاستكشاف، والاختلافات البسيطة في قدرات بعض الفصائل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا