عقارات / متر مربع

الإندبندانت تستبق الأحداث وتعرض الملحد : آه ياعيني

الإندبندانت تستبق الأحداث وتعرض الملحد : آه ياعيني

حصل الفيلم المصري “الملحد” على ترخيص بالعرض من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بتصنيف عمري للكبار فقط +16.

أمام جرأة محتواه فرض فيلم “الملحد” المنتظر عرضه في دور السينما المصرية في الـ14 من أغسطس (آب) المقبل حالة من الجدل بمجرد إزاحة الستار عن الإعلان الترويجي له، إذ ارتفعت الأصوات المطالبة بمقاطعته على رغم حصوله على تصريح الرقابة المصرية.

تدور أحداث الفيلم المصري حول “يحيى” وهو طبيب حديث التخرج، ينتمي لعائلة متشددة دينياً فوالده شيخ جماعة متطرفة. يتعرض “يحيى” لتغير في معتقداته الدينية لدرجة مجاهرته بالإلحاد أمام الجميع، فتنقلب حياته وعائلته رأساً على عقب، ويحاول عمه التدخل بمساعدة طبيبة نفسية لجعله يعدل عن مساره لكن تتعقد الأمور عندما يقرر والده إقامة الحد عليه، وتتصاعد الأحداث لتكشف عن تفاصيل جديدة في حياة الملحدين وقناعاتهم.

وأخيراً حصل الفيلم على ترخيص بالعرض من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بتصنيف عمري للكبار فقط +16. وفيلم “الملحد” إخراج محمد العدل وبطولة أحمد حاتم ومحمود حميدة وحسين فهمي وشيرين رضا وصابرين وتارا عماد ونجلاء بدر ومن تأليف إبراهيم عيسى.

 

وعلى رغم الهجوم الضاري الذي تعرض له الفيلم الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي، قال مصدر في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إن تعيش في عصر الحرية وعلى الجميع الانتظار حتى مشاهدة العمل السينمائي ويكون الحكم عادلاً، فعلى رغم أن القضية شائكة فإن دور الفن هو عرض المشكلات كافة والبحث عن طرق الحل أو مجرد العرض خصوصاً أنه من المعروف وجود حالات عديدة ويعرفها الناس بصورة واقعية، وهي ليست قضية خيالية.

عاصفة مبكرة

مخرج الفيلم محمد العدل قال بدوره في حديث إلى “اندبندنت ”، إنه “منذ بداية تصوير الفيلم قوبل فريق العمل بعاصفة من الهجوم بسبب اسم العمل ومناقشته لقضية مسكوت عنها في المجتمع المصري والعربي وهي قضية اتجاه بعض الشباب للإلحاد، وتفسير سبب الاتجاه لذلك، ومن المتوقع أن يحدث الهجوم ويتصاعد باقتراب عرض الفيلم”. وأضاف، “لم يناقش فيلم عربي تلك الظاهرة بوضوح من قبل، وعند عرض العمل لا أستبعد أن يُحدث انقلاباً حقيقياً لأن معظم الأعمال التي تطرقت للفكرة لم تتعمق بصورة كافية لكن (الملحد) ابتعد عن السطحية وعرض الفكرة بوضوح وبشكل دقيق وجريء من وجهة نظر الملحد نفسه”.

يتوغل الفيلم بحسب العدل، في حياة الملحدين ويفتح الغرف السرية لأسباب توجههم إلى الإلحاد ومبررات كل فرد في عدم الإيمان، وهذه المساحة دائماً لا يتم الكشف عنها لأنها صادمة جداً، والأهم أن الفيلم لا يحمل حكماً ضدهم بل عرض القضية بالضبط من دون تدخل، فليس من السهل أن يجد المشاهد نفسه أمام بطل يصرح منذ بداية الفيلم بأنه ملحد ويشرح ويحلل موقفه من دون الإحساس بالذنب أو تقديم الموضوع على أنه خطيئة كما يحدث في أعمال أخرى”.

لضمان سيناريو متماسك، تمسك مخرج فيلم الملحد بالتعاون مجدداً مع الكاتب إبراهيم عيسى لتناوله موضوعات جريئة جداً مثل فيلم “صاحب المقام” ومسلسل “فاتن أمل حربي”، مضيفاً “أحب أفكاره ومدى جرأة التناول، وتجمعني به كيمياء فنية وشخصية، وهو في رأيي مؤلف مستنير يكسر تابوهات التكرار والنمطية ويطرح قضايا خارج التقاليد”.

وقال، “عند قراءة العمل قررت تقديم الفكرة بشكل دقيق وحقيقي خصوصاً أنني أعرف كثيراً من الملحدين، وحتى أقدم معايشة واقعية من دون نقص أو مبالغة قابلت عدداً كبيراً من الملحدين وتحدثت معهم وسمعت وجهات نظرهم لأعرف تفاصيل حقيقية كانت سبب اقتناعهم بعدم الإيمان”. وكشف عن أن الأمر ليس سهلاً وربما يكون شائكاً لدرجة لم تحدث لأن المجتمع يخشى مواجهة هذه النقطة بالذات على رغم أهميتها، ولكن صار حتمياً سماع هؤلاء الناس وفهم أسباب توجههم الخارج عن المألوف.

وأضاف “أشعر براحة ضمير كبيرة جداً لأنني أقدم فكرة منتشرة وأدعو إلى فهمها على رغم أنني أدرك مدى جرأة العمل وحساسية ما يحمله لكن أعتبره أجرأ عمل على الإطلاق ويجب فهم محتواه وليس المهاجمة والمنع، وقد عانى الفيلم كثيراً حتى حصل على الترخيص الرقابي، وشاهدته الرقابة عشرات المرات وترددت في منحه حق العرض خوفاً من موضوعه الجريء، وعندما حدثت الإجازة الرقابية هوجم مسؤولوها لذلك فكل مستويات الهجوم متوقعة بخاصة من التيارات الدينية المتطرفة، ولكن في الهدف الأساس عرض القضية بصورة جديدة ورؤيتها من كل الزوايا، بعيداً من دفن رؤوسنا في الرمال”.

وفي ما يتعلق ببطل “الملحد” أحمد حاتم، قال مخرج الفيلم إنه الأنسب للعب شخصية الدكتور يحيى إذ يشبه كثيراً من الشباب الملحدين الذين تعرف عليهم، كما تعاون معه في أعمال فنية سابقة ويعلم أنه موهوب ومميز وأكثر مناسبة من حيث القدرات للدور.

أزمة مجتمعية

وقال الناقد جمال عبدالقادر، إن العمل الجريء دائماً يُحدث كثيراً من الجدل بمجرد الإعلان عنه، وكم من أعمال ظلمت بسبب آراء الجمهور المسبقة أو الأحكام المجتمعية المتسرعة والمرتعشة دوماً من عرض أي فكرة واقعية وأزمة حساسة خوفاً على تابوهات الدين والمجتمع والتقاليد. وتابع، “علينا التروي حتى عرض الفيلم، وأياً كان التناول من الجيد أن يحظى عمل مصري بجرأة كبيرة وموافقة رقابية في الوقت نفسه، وعلى الجميع تشجيع فكرة الجرأة حتى تخرج الأفكار المهمة إلى النور عبر شاشة السينما، ربما نجد لها حلولاً ونستطيع مواجهتها بدلاً من الخوف والهرب من جانب وتفشي الأزمة من الجوانب الأخرى”.

وأخيراً تحدث مؤلف العمل إبراهيم عيسى بقوله، “هناك انتشار ملحوظ لظاهرة الشباب الملحدين، وكتبت هذا العمل بعد لمس مدى تفشيها، والفيلم يتناول قضية التطرف الديني الذي يصل بالإنسان إلى الكفر والإلحاد، وربما جاء الوقت لتسليط الضوء على الأزمة بشكل عقلاني وتوضيحها للمجتمع، وتوضيح الفرق بين الإلحاد الناتج من التفكير الزائد في الدين والتدين الذي يكون دون تفكير”.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا